ما هم ببشر حتى يكونوا مسلمين
محمد مشهوري:
ما هم ببشر حتى يكونوا مسلمين، لأن سائر الديانات السماوية ومنها الإسلام الحنيف، بعثت إلى الناس من أجل الهداية ونشر قيم المحبة، ولم تبعث إلى وحوش.
الذين نفذوا العملية الإرهابية في حق صحافيي "شارلي إيبدو" في قلب باريس وحرموهم وشرطيين من حقهم في الحياة، لا يمتون للإسلام بصلة، شأنهم شأن باقي الجماعات المتطرفة من "داعش" و"القاعدة" و"بوكو حرام" التي تختزل معتقدها في ذبح الأبرياء وبقر بطونهم و"الاستمتاع " المرضي برائحة الدم.
بهتاف القتلة مكبرين، تعمدوا الإساءة إلى دين جوهره التسامح والمجادلة بالتي هي أحسن، وأيقظوا فتن التطرف المضاد المستند هو الآخر إلى مرجعية الجهل والتعصب والدوس على القيم الإنسانية الكبرى المشتركة.
الذي حصل أول أمس بباريس، وما حصل في أوقات سابقة من أعمال إرهابية، بقدر ما يزرع في نفوسنا الإحساس بالأسف والصدمة والتضامن مع الضحايا وأسرهم، يسائلنا أيضا حول دور الدول الكبرى المؤثرة في التساهل مع منابع الإرهاب وفي تغييب مقياس العدالة في التعامل مع القضايا العادلة للشعوب المستضعفة، وفي غض النظر عن تجارة وتهريب السلاح.
على العالم أجمع أن يدرك ويعي بأن تحقيق شعارات الحرية والديمقراطية لا يأتي عبر تسليح "المعارضات" والجماعات الانفصالية، التي لا تملك مقومات الدول القادرة على الضبط والتحكم في السلاح، بل يأتي عبر الحوار والإصلاحات السياسية السلمية.
إن الإسلام بريء من كل تطرف، والإرهاب أعمي لا دين له ولا لون ولا بصيرة. فلنصل جميعا من أجل السلام.