ما بعد العيد
في اعتقاد العبد الضعيف، ليس في العالم الإسلامي ثمة شعب يضاهي الشعب المغربي في التمسك العفوي والتلقائي بفرائض وسنن الدين الإسلامي الحنيف، ولكن دون غلو أو تطرف في باب العقائد.
فمن حيث الالتزام بأركان الدين، يبقى المغاربة أكثر حرصا على الصلاة تقربا لله وحده، وعلى صيام رمضان في أجواء روحانية تميز المغرب عن سائر البلدان، وكذلك الأمر بالنسبة لعيد الأضحى.
وعلى الرغم مما تتطلبه هذه المناسبة الدينية من تكاليف تثقل كاهل المواطنين من ذوي الدخل المحدود، بل وحتى عديمي الدخل، فإنهم يتكبدون المشاق ويستدينون حتى لا تفوتهم فرصة القيام بهذه السنة وإدخال الفرحة على أسرهم.
لكن مع ذلك، هنالك بعض المسلكيات التي ترافق هذا العيد تفرغه من حمولته النبيلة، من قبيل تفشي مظاهر الاستهلاك التفاخري بين الجيران، حيث يطغى التباهي ب"قرون الكبش" على ما يجب أن يسود من أجواء التضامن والتراحم بين الناس.
هذا الأمر يستلزم عملا تحسيسيا كبيرا على رجال الدين ووسائل الإعلام، من أجل ترسيخ صورة الإسلام كدين يسر لا عسر، لكي لا تتكرر معاناة محدودي الدخل والمعوزين ما بعد العيد.
محمد مشهوري