لقاء تواصلي موسع للحركة الشعبية بمراكشحث الشباب والنساء على المشاركة في العمل السياسي من أجل تحقيق التغيير ومحاربة العزوف الانتخابي
عبد المجيد الحمداوي
طمأن الأخ السعيد أمسكان الحركيات والحركيين، بأن الانتماء لحزب الحركة الشعبية، الذي قضى أكثر من نصف قرن، في ممارسة العمل السياسي، مدافعا عن العالم القروي والثقافة الأمازيغية والعدالة الاجتماعية، يجعل مناضليه يشعرون بالفخر والاعتزاز، وعزا ذلك، إلى التضحيات التي تكبدها مناضلو الحركة الشعبية، لمعالجة مختلف القضايا المرتبطة بشكل مباشر، بهموم الوطن والمواطن.
وقال الأخ السعيد أمسكان الأمين العام المفوض في كلمته السياسية التوجيهية، التي ألقاها، الأحد الماضي، في اللقاء التواصلي الموسع الذي نظمه المكتب الإقليمي للحزب، بمدينة مراكش، أن الحزب الذي ضحى على مر السنين من أجل إقرار ظهير الحريات العامة، حزب سجله التاريخي والنضالي، نظيف الأخلاق والسلوك، كما لم يسجل على مناضليه الأوفياء والشرفاء، التورط في ملفات الفساد.
وزاد قائلا:" إن حزبنا، يقر أن الكثير من المشاريع، قد أنجزت بالمغرب، في إطار أوراش كبرى همت قطاعات حيوية، إلا أن طموحه الكبير، هو العمل على تقويم الاختلالات والقيام بمزيد من الإصلاحات التي تضمن للمواطن المغربي العيش الكريم."
وأضاف الأخ أمسكان في هذا اللقاء، الذي حضره الإخوة محمد السرغيني عضو المكتب السياسي المكلف بالتنظيمات بالجهة الوسطى، أحمد سيبة مدير المقر المركزي للحزب ورشيد بندريوش النائب البرلماني والمنسق الإقليمي للحزب، وممثلين عن جمعية النساء الحركيات والشبيبة الحركية والمأجورين، وفعاليات تمثل المجتمع المدني، أن هذا اللقاء الذي يجمع القيادة الحركية بالقاعدة، يصبو إلى ترسيخ، منهجية جديدة، شفافة وديمقراطية، لبناء الهياكل التنظيمية على أسس قوية، من شأنها، أن يتوطد التواصل الفعال والبناء، وأن يفتح جسور الحوار الجاد والهادف، الرامي إلى وضع آليات تنظيمية ناجعة، تساهم في تأطير وتوعية المواطنين، وتوجيههم نحو بناء مغرب أفضل.
إلى ذلك، عرج الأخ الأمين العام المفوض على أهم المحطات السياسية والحزبية التي مر منها الحزب منذ تأسيسه، مشيرا في هذا الصدد، إلى الإكراهات والعراقيل التي اعترضت طريقه النضالي ومسيرته السياسية، والتي تجاوزها رغم مكر الماكرين، بفضل التماسك والتضامن والتحلي بالشجاعة، مضيفا أن التنظيم المحكم والمشاركة المكثفة للنساء والشباب في العمل السياسي و الانخراط في العمليات الانتخابية، هي الوسيلة الكفيلة للصمود أمام المناورات، والسبيل الذي يحقق التغيير المنشود و يحد من ظاهرة العزوف لمحاربة وإبعاد المفسدين عن تسيير الشأن المحلي والوطني.
من جهته، شدد الأخ محمد السرغيني، على أن مختلف اللقاءات التواصلية التي تعقدها القيادة الحزبية مع مناضلات ومناضلي الحركة الشعبية، تأتي في سياق التفاعل مع قرارات المكتب السياسي وتوصيات المجلس الوطني، والتجاوب مع انتظارات الحركيين في جميع الأقاليم، مؤكدا على أن الحزب ملتزم لمواصلة مسيرة بناء الهياكل التنظيمية للاستعداد إلى الاستحقاقات المقبلة.
وقال الأخ السرغيني، أن الحزب الذي يستمد جذوره من تاريخه النضالي العريق، والذي يعتبر أول الأحزاب الوطنية الذي دافع عن التعددية السياسية والحزبية، ينخرط اليوم، بشكل إيجابي، في التنزيل السلس للدستور الجديد الذي صوت عليه المغاربة بإجماع.
وأضاف قائلا:" إن المغرب اليوم، قطع أشواطا مهمة في مجال الديمقراطية، حيث أصبح الجميع، يعبر بكل حرية عن المطالب المشروعة، وفي إطار مبادرات عقلانية، دون المساس بحرية الغير، وعكس ذلك، فإن عددا من الدول العربية خرجت من الربيع العربي، بنتائج غير محمودة.
وفي سياق مواكبة هذه التحولات الهامة التي يعرفها المشهد السياسي الوطني والعربي، حث الأخ السرغيني على أهمية التنظيمات المحلية، نظرا للدور الذي قد تلعبه في إطار ممارسة سياسة القرب مع المواطنين.
أما الأخ رشيد بندريوش، فقد استحضر في بداية كلمته، الأخت نديدة سيدي باب" و الأخ بلكوزي أحمد، رحمهما الله، اللذان افتقدتهما عائلة الحركة الشعبية مؤخرا بمدينة مراكش، وطلب من جميع الحاضرين بالمناسبة، تلاوة الفاتحة ترحما عليهما.
إلى ذلك، استعرض الأخ المنسق الإقليمي، أنشطة المكتب الإقليمي بكل مكوناته، والتي يقوم بها، انطلاقا من مبادئ الحزب، وقناعة المناضلات والمناضلين بالانضباط إلى نظامه الأساسي، وذلك من خلال التواصل بالوسائل المتاحة، مع المواطنين، راجيا أن يخلص اللقاء التواصلي، باتخاذ المواقف المناسبة لتأهيل وعقلنة العمل الحزبي المحلي، وتحديد خططه المستقبلية.
وبموازاة مع أنشطة المكتب الإقليمي، أضاف الأخ بندريوش النائب البرلماني، أن الحزب يواكب التنظيمات الموازية، من أطر، شبيبة، ونساء والمكاتب المحلية، كل في مجاله واختصاصاته، وحسب إمكاناته، لتهيئ برامج عمل مستقبلية، يلتزم بها الجميع ويسهر على تنفيذها.
وبهذه المناسبة جدد الترحيب بمناضلات ومناضلي حزب الحركة الشعبية من أطر، نساء ومناضلين جدد في مختلف القطاعات، جماعات وغرف مهنية، ونقابات، وقطاع خاص، معبرا عن أمله أن تعمل القواعد الحزبية كجسم واحد، وتنضبط لنظام ومبادئ الحزب.
وتجدر الإشارة، أن اللقاء التواصلي الهام، قد تميز بمداخلات التنظيمات المحلية، تلتها مناقشة عدد من المواضيع ذات الاهتمام الحزبي والحكومي والانتخابي، وذلك من خلال طرح أسئلة واقتراحات ووجهات نظر. وبجرأة معهودة، وصراحة منشودة، ساهم الأخ الأمين العام المفوض بتبسيط وتسليط الضوء على عدد من النقط الأساسية، ذات الطابع السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
(تفاصيل أخرى في عدد مقبل)