“لعنة” الأنترنيت
محمد مشهوري:
في زمن ليس بالبعيد، كنا نعتبر من يملك جهاز “ترانزستور” يلتقط قناة فرنسا الدولية من المحظوظين، لأن الفكرة التي كانت سائدة أنداك هي “إلا بغيتي أخبار المغرب شد فرانس أنتير بصوت فريدة موحا”.
ما بين ذلكم الزمان والآن، تغيرت الكثير من الأشياء والمفاهيم وأصبح العالم قرية صغيرة والبلد مجرد حي في مدينة.
الأنترنيت، الاختراع العجيب غير نمط حياتنا، ولفت العنكبوت بخيوطها كل تفاصيل حياتنا حتى أكثرها حميمية.
في رمشة عين أو لمسة زر على لوحة الكترونية أو هاتف ذكي، يفتضح المستور وينتشر الخبر، حقيقيا كان أم مفبركا، كالنار في الهشيم. كما لم يعد المرء يأخذ راحته في أي مكان عمومي، لأن كاميرات الهواتف تتربص به في كل وقت وحين، وقد يصبح موضوعا يعنون ب”فضيحة”، الكلمة اللازمة التي التصقت بنوع من صحافة “الفاست فود”.
قدر كل الاختراعات التي بصمت تاريخ البشرية أن تتحول إلى أسلحة دمار شامل، ولو عرف أصحابها منتهاها لظلوا يوقدون النار بحك الحجارة !