لا خجل في حفظ الأمن
محمد مشهوري
لما اندلعت أحداث الشغب في بريطانيا منذ شهور، تدخلت قوات أمن أعرق الديمقراطية العريقة للتصدي للمشاغبين ومخربي الممتلكات العامة والخاصة، وانبرى رئيس الحكومة، بدون خجل أو وجل، ليدافع عن الحل الأمني في مواجهة خطر داهم يتهدد استقرار البلاد وسلامة العباد.
في بلادنا التي لا تختلف عن باقي أقطار المعمور من حيث اشتداد الأزمة، ثمة جهات تتربص الدوائر بالبلد مستغلة الفقر والانحراف لزرع القلاقل والفتن، لكن ما "تنفرد به بلادنا" هو ذلكم التوجه السائد نحو "شرعنة" الشغب، حيث انطلى هذا التوجه حتى على الحكومات المتعاقبة التي تضع نفسها دائما في موقع دفاع عن النفس، لأن هذه "الشرعنة" التي لم ينزل بها الله من سلطان كادت أن تحول القانون إلى متهم والمخرب إلى ضحية.
هذا الوضع يؤدي دائما إلى حدوث حالة تسرع وارتباك لدى المسؤولين وسقوط في هفوات تواصلية تستغلها الجهات إياها لتسويق صورة قاتمة عن القائمين على أمن البلد.
إن وجود الأمن ضروري وحيوي، وتدخله بكل الوسائل القانونية لمواجهة كل ما يهدد الاستقرار في صميم مهمته التي يتقاضى عنها رجاله رواتبهم، وإلا سنعود فيما إذا استمرت "شرعنة" الشغب إلى أيام "السيبة".
فلنتعظ مما وقع في مصر، بعد أن قتلت الثقة في نفوس رجال الأمن، وعادت السلطة في الشارع ل"البلطجية".