الأخبار

كيف ننام وأطفالنا ينتحرون؟

محمد مشهوري:

أي صقيع هذا تسرب إلى قلوبنا وألحقها بالقطب الشمالي المتجمد، إلى درجة أن أخبار انتحار أطفالنا لم تعد تهز فينا أدنى شعرة؟
منذ أيام انتحرت طفلة في عمر الزهور بعد إحساسها ب"الحكرة" من طرف زملائها في الثانوية الذين نعتوها ب "بنت الكاريان"، وبعدها بأيام وضعت طفلة أخرى في مكان آخر من المغرب العميق حدا لحياتها بعد أن حرمتها أسرتها من الدراسة بغرض تزويجها ولتذهب مدونة الأسرة إلى الجحيم !

الواقعتان ليستا حالات معزولة، فقد سبقتهما حالات أخرى تدق ناقوس الخطر منبهة القلوب قبل العقول إلى أن هنالك ثمة خلل مجتمعي نتعامل معه بلامبالاة.
حرق الذات بالبنزين هو أيضا انتحار بجبة احتجاج، والإدمان على حبوب الهلوسة هو كذلك انتحار بلون الانحراف والأمثلة عديدة وسط عدم اكتراثنا بهول هذه المأساة.
في ظل هذا المسلسل الدرامي، ونحن غارقون في العسل، يجب علينا الاعتراف بأن معضلتنا الكبرى في المغرب ليست مالية ولا سياسية، بل هي أخلاقية بالدرجة الأولى، إذ تخلينا عن القيم المتوارثة أبا عن جدا وأصبح التضامن مجرد شعار، لأن واقع الحال يؤكد أن "فيروس" الفردانية استشرى فينا كما السرطان في الجسم وغدونا كائنات بدون قلب. 
أتساءل والغصة تخنقني: كيف يطرق النوم أجفاننا وفي محيطنا أطفال ينتحرون؟ 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى