في مواجهة الإسفاف
في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد، وهي تعيش مرحلة تاريخية مفصلية وحاسمة، إلى حشد جهود وقدرات بناتها وأبنائها لمواجهة مختلف الرهانات والتحديات، تعمل أطراف عدة على الزج بنا في معارك تافهة تحت يافطات متعددة لا تخفي التطرف بشتى أجنحته المتأسلمة والمتياسرة.
هذه المعارك الهزيلة وجدت في بعض وسائل الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي مرتعا خصبا لنشر الرداءة والإسفاف وتأليب الناس بعضهم على بعض.
ما كدنا ننسى الاتهامات العشوائية والاعتباطية لأجهزة الدولة، وهي الاتهامات التي لم تطلق تحت قبة البرلمان بل في منابر صحفية، حتى انبرت نفس منابع الرداءة للنبش في شخصية وزير في الحكومة، ليكون آخر ما جد في هذا المسلسل شن جهات جاهلة ( بكل المعاني وبالعامية) لهجوم شرس على الزميل المختار الغزيوي من يومية " الأحداث المغربية" من خلال تحوير كلامه لقناة عربية جديدة، وهو ما قد يترتب عنه تهديد الزميل في سلامته الجسدية، لأن الجهات التي "طرزت "الحملة قدمته للجاهلين في صورة شيطانية.
إن هذه الحالات بقدر ما تثير الشفقة على واقعنا المتردي بقدر ما تدق ناقوس الخطر وتدعو إلى الانخراط الحقيقي في معركة مواجهة الإسفاف وحمولاته المتطرفة التي لا تميز في نهاية المطاف بين إسلامي وعلماني أو بين ليبرالي ويساري.
الجهل مثل الإرهاب، سمتهما المشتركة العمى.
محمد مشهوري