أنشطة الأمين العامأنشطة حزبية

في مائدة مستديرة نظمتها أكاديمية لحسن اليوسي..المغرب من أكثر البلدان حرصا على تعزيز الأمن الروحي

M.P/ صليحة بجراف ـ عدسة ـ إبراهيم آيت الحنا

أجمع المتدخلون في المائدة المستديرة التي نظمتها أكاديمية لحسن اليوسي التابعة لحزب الحركة الشعبية حول موضوع “الأمن الروحي في ظل الأزمة الاجتماعية”، مساء الجمعة بالرباط، على أن المغرب من أكثر البلدان حرصا على تعزيز الأمن الروحي بين أتباع الديانات المتعددة التي تميز نسيجه المجتمعي.

واعتبر المشاركون، من شخصيات فكرية وأكاديمية ودينية، أن النموذج المغربي في تعايش الديانات المتعددة مكنته رسم مسار سلمي خاص تتشابك فيه العلاقات وتتداخل فيه تفاصيل الحياة اليومية.

أوزين يتحدث عن الدور المحوري لإمارة المؤمنين في إرساء التعايش

وفي هذا السياق، أبرز محمد أوزين الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، الذي استهل مداخلته، بقوله تعالى:” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير”، (أبرز) الدور المحوري لإمارة المؤمنين باعتبارها من ثوابت الأمة المغربية، في إرساء التعايش والوئام والأمن الروحي.

وقال أوزين إنه بفضل رؤية سياسية حكيمة تؤمن بثقافة الحوار والانفتاح وتقبل الآخر، ظل المغرب على مدار قرون من الزمن متشبثا بالقيم الروحية والإنسانية تجسدت في سعيه الدائم لتحقيق التعايش والتسامح والتساكن الذي يعيش على إيقاعها المغاربة المسلمون واليهود والمسيحيين.

كما استشهد أوزين بمجموعة من المحطات التاريخية وبشخصيات مغربية، خاصة اليهودية منها، بصمت الساحة السياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية والفنية بالمملكة.

الدكتور الفيلالي يتحدث عن دور التصوف في تحقيق الأمن الروحي لدى المغاربة

من جهته، الدكتور الوهاب الفيلالي الذي (أستاذ التعليم العالي مختص في التصوف والأدب المغربي والأندلسي والأدب الشعبي)، الذي ألقى مداخلة، نيابة عن الدكتور مولاي منير القاديري البودشيشي، (رئيس مؤسسة الملتقى العالمي للتصوف ) الذي يوجد خارج الوطن، تناول فيها موضوع “إسهام الزوايا في تحصين السلم الاجتماعي”، قائلا إن الأمن الروحي يتأتى في ظل مقاربة صوفية للأخلاق، يكون فيها السلوك الظاهري موافقا للباطن، مبرزا دور التصوف في تحقيق الأمن الروحي لدى المغاربة وفي ترسيخ الوحدة بينهم.

وتابع الأستاذ الجامعي أن المغرب، عبر تاريخه، وبفعل الفكر الصوفي أصبح آمنا مطمئنا، من خلال تمسكه بالثوابت من عقيدة أشعرية، وفقه مالكى وتصوف سني.

سيمون سكيرا: المغرب يعتبر من بين البلدان القلائل التي يعيش فيها الجميع في سلم واحترام وعدل

جانبه، سيمون سكيرا الكاب العام للفيدرالية الفرنسية للمغاربة اليهودالذي ذكر بأن تاريخ اليهود في المغرب يمتد إلى مئات السنين، قائلا رغم أن عدد كبير من اليهود المغاربة لم يعودوا مستقرين في المغرب إلا أنهم لا يزالون يحرصون على القيام بزيارات منتظمة إلى المملكة خاصة في بعض المناسبات الدينية.
وسجل سكيرا الذي كان يتحدث عبر تقتية زوم من فرنيسا، أن المغرب يعتبر من بين البلدان القلائل التي يمكن أن يعيش فيها الجميع في سلم واحترام وعدل.

لوبيز روميرو التعايش في المغرب نابع عن قناعة

في نفس السياق، كريستوبال لوبيز روميرو (أسقف الرباط ) الذي تطرق إلى موضوع ” دور الكنيسة في تحقيق العيش المشترك” تحدث عن الحوار والتعايش بين المسلمين والمسيحين في المغرب، الذي لم ينقطع، قائلا إن هذا الأمر نابع من قناعة مغربية مبنية على إسلام معتدل ووسطي، يحترم الآخرين، وعلى مؤسسة إمارة المؤمنين التي تشكل مصدر ثقة واطمئنان بالنسبة للأجانب المقيمين في المغرب باعتبارها من ثوابت البلاد، في إرساء حالة التعايش والوئام والأمن الذي يسود المملكة.

رفيقي يؤكد على أهمية وصون الهوية الدينية في ظل الرقمنة

أما عبد الوهاب رفيقي، (مفكر وباحث في الدراسات الإسلامية) الذي تناول موضوع ” الدين والقيم ..أزمة تطبيق أم أزمة فهم؟”، فقد ذكر بأن المذهب المالكي لعب، وعلى امتداد عدة قرون من تاريخ المغرب، دورا مهما في تعزيز الأمن الروحي للمغاربة، وتمتين وحدتهم والمحافظة على هويتهم في إطار مجتمع يطبعه التنوع، إلا أنه في المقابل، أكد على أهمية وصون الهوية الدينية من الآفات والتشوهات والتحريفات، خاصة في ظل الرقمنة، مؤكدا أن الأمن الروحي يعتبر من أهم مطالب الحياة، بل لا تكتمل مطالبها إلا في ظل تحقيقه.


إلى ذلك تساءلت، باقي المداخلات في المائدة المستديرة التي سيرها حاتم بكار عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية، عن كيفية ترسيخ قيم المحبة والتسامح والعدالة والإخاء في نفوس الناشئة، في ظل التكنولوجيا، ومواقع التواصل الاجتماعية، التي سهلت التواصل وتقاسم وتبادل المعلومات والأفكار.
وأجمعت على ضرورة تحقيق الأمن الروحي، الذي هو حجر الزاوية في أمن الوطن وصون الهوية الدينية،لاسيما في ظل المرحلة الراهنة.


ووفق أرضية تمهيدية، التي أكدت أن الندوة الفكرية، تأتي في سياق عالمي جد صعب ومركب بحكم طبيعة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المطروحة والتي يتطلب التعامل معها بطرح اشكالية القيم باعتبارها أساسا في تكوين شخصية الفرد وتوجيههه نحو التفاعل مع الاخرين ، مبرزة الحاجة إلى البدائل القيمة لمواجهة مختلف رهانات واشكالات العصر وتجاوز صدام الحضارات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى