الأخبار

في لقاء تواصلي مع رؤساء الجماعات الترابية الحركيين- الأخ العنصر يدعو إلى العمل من أجل تجسيد الديمقراطية داخل المجالس المحلية المنتخبة- الأخ مبديع: تجربة الحركة الشعبية الرائدة في مجال تدبير الشأن المحلي على امتداد عقود تؤهلها لدور المخاطب الرسمي والراسم لمستقبل الجماعات

سلا – صليحة بجراف:

اعتبر الأخ محند العنصر، أمين عام الحركة الشعبية، أول أمس الأحد بسلا، تكريس الديمقراطية على مستوى الجماعات الترابية، أساس النظام الديمقراطي عموما.
و قال الأخ الأمين العام للحركة الشعبية، في افتتاح أشغال لقاء تواصلي مع رؤساء الجماعات الترابية الحركيين، "ينبغي القيام بعمل جبار من أجل تجسيد الديمقراطية داخل الجماعات الترابية، باعتبار ذلك ثقافة لم تترسخ بعد بشكل جيد"، مضيفا أن الجماعات الترابية تجمعها علاقة مباشرة مع الساكنة بحكم ارتباطها الوثيق بانشغالاتها اليومية، وعملها في حدود صلاحياتها، على الاستجابة لانتظاراتها وتطلعاتها.

الأخ العنصر الذي أبرز أن المغرب أولى اهتماما كبيرا للجماعات الترابية منذ فجر استقلاله، حيث نظم أول انتخابات جماعية سنة 1960، وتبني الميثاق الجماعي سنة 1976، وصولا إلى محطة دستور 2011 الذي وسع من اختصاصات هذه الهيئات في انتظار تكريس ذلك على مستوى القانون التنظيمي المرتقب، أكد على أهمية دور المنتخب بالنسبة للأحزاب عموما والحركة الشعبية بشكل خاص في نشر إشعاع الحزب واستقطاب المناضلات والمناضلين، قائلا إن هذا المنتخب حصل على الشرعية برغبة وإرادة المواطنين الذين منحوه الثقة، وكل حزب يحترم نفسه يجب ألا يغفل دور المنتخب المحلي الذي هو بمثابة الذراع الحقيقي له.
وبعد أن أكد الأخ العنصر على الأهمية الكبيرة التي أضحت تتمتع بها الجماعات المحلية في إطار الدستور الجديد، والذي انتقلت بموجبه إلى جماعات ترابية لها دور كبير في المسار التنموي الذي يشهده المغرب حاليا، أبرز أيضا بعض الاختصاصات الواسعة للمجلس والمكتب المسير، وكذا مسؤوليته الجسيمة.
و تحدث الأخ العنصر أيضا عن هاجس حزب الحركة الشعبية، في كسب تحدي الاستحقاقات المقبلة، قائلا إن الاستحقاقات المقبلة تشكل تحديا بالنسبة إلينا، لاسيما وأننا نسعى إلى تحقيق نتائج تكون في مستوى تاريخ ونضال حزب عريق له وزنه السياسي، وبالتالي فإننا ملزمون قبل أن نصل إلى موعد استحقاقات 2015، بالتحضير لها بالشكل اللائق من خلال المشاركة الفعالة في إعداد القوانين عبر تقديم مقترحات ومناقشتها.
وخلص الأخ العنصر إلى اعتبار اليوم التواصلي، انطلاقة أخرى للتنسيق ما بين الحركة الشعبية ومنتخبيها عبر ربوع الأقاليم والجهات للبحث عن آليات جديدة للتنمية المحلية، ترتكز أساسا على التخطيط والتشخيص في أفق تحقيق أهداف التدبير المبني على أسس ناجعة في مجال العمل المشترك، وبناء المشاريع الاجتماعية وتدبيرها.
من جانبه، استحضر الأخ محمد مبديع، عضو المكتب السياسي للحزب، ونائب رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، الرصيد الذي راكمته الحركة الشعبية في تدبير الشأن المحلي على امتداد العقود الماضية، قائلا إن رصيدها يؤهلها لأن تكون مخاطبا رئيسيا وراسما لمستقبل الجماعات الترابية بالمغرب.
واعتبر نائب رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، اللقاء التواصلي، مناسبة للمساهمة بشكل فعال في النقاش حول القوانين المؤطرة للانتخابات المقبلة، من خلال ملامسة واقع التدبير الجماعي اليوم وعلاقات مختلف المتدخلين في تدبير الشأن المحلي، في أفق تبني قوانين مستمدة من واقع التدبير اليومي وتستحضر الانشغالات والإشكالات المطروحة.
وخلص الأخ مبديع الذي هو أيضا رئيس المجلس البلدي للفقيه بن صالح، لمدة تفوق عشرين عاما، إلى التأكيد على أن الجماعات الترابية مطالبة بالاضطلاع بدور تنموي أقوى.
اللقاء التواصلي الذي حضره وزراء الحركة الشعبية وبعض أعضاء المكتب السياسي ورؤساء الجماعات الترابية المنتمين للحزب، تميز بتقديم عرض لعبد الواحد أرزيقي، وهو أستاذ التعليم العالي بالمدرسة الوطنية للإدارة،تناول فيه موضوع "منظومة التنظيم الجماعي في أفق الاستحقاقات المقبلة"، مبرزا مفهوم الجماعات المحلية بالمغرب، ودورها التنموي، قائلا إن الجماعات المحلية مؤسسات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية إذا توفرت الشروط الدستورية والقانونية والاقتصادية التي تساعد فعلا على قيام تلك الجماعات بدورها التنموي المحلي الرائد.
(تفاصيل أخرى في العدد المقبل)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى