في الدورة الثامنة للجامعة الشعبيةالأخ العنصر يحذر من مغبة السقوط في التمييز بين العربية والأمازيغية تلافيا للتطرف
نجاة بوعبدلاوي:
قال الأخ محند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، خلال الدورة الثامنة للجامعة الشعبية المنظمة من طرف الحركة الشعبية أول من أمس، إن المغرب يتسم باحترام باقي الديانات السماوية، كما يسعى إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش التي تجعل منه موطنا مناهضا التطرف، مؤكدا على ضرورة تنزيل القوانين التنظيمية المرتبطة بالأمازيغية وفقا لما جاء به دستور 2011، مبرزا أن تنزيل القوانين التنظيمية للأمازيغية سيساهم في النهوض بها كمكون أساسي في الثقافة المغربية.
وأكد الأخ العنصر أن المسألة الأمازيغية هي قضية وطنية وليست قضية حزب أو فئة معينة، وأنه يتعين على جميع الفرقاء السياسيين المشاركة في النهوض بالأمازيغية، مشددا على أنه “بعد الخطاب الملكي في أجدير، وترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور، أصبح مفروضا على جميع مكونات المجتمع المغربي تنزيل هذه المقتضيات الدستورية”، محذرا من مغبة السقوط في التعصب والتفرقة بين أفراد الشعب المغربي من عرب وأمازيغ، موضحا أن المغرب بلد أمازيغي الأصل.
وأشار الأخ العنصر إلى أن ما يتم الترويج له من كون جزء من الأمازيغ ضد الإسلام هو مجانب للصواب ويحتوي على مغالطات كثيرة، مضيفا أن “الأمازيغية لا مشكل لها مع الإسلام، بل على العكس، تسامح الأمازيغ هو الذي جعل من المغرب بلدا مسلما، والتقاليد الأمازيغية تتماشي مع تقاليد الإسلام ومع ما يعيشه وليس هناك مشكل بتاتا”.
واعتبر الأخ العنصر أن الظرف الراهن الذي يمرّ به العالم، وما يعرفه من تصاعد التطرّف، يقتضي إحياء القيم المغربية، مشيرا إلى أن “المغرب بلد متضامن له مكونات عديدة، والمغربي سيظل مغربيا معتزا بشخصيته وبهويته، ومنها الهوية الأمازيغية”.
من جهته، أكد الأخ محمد أوزين، منسق الجامعة الشعبية، أن اختيار هذا الموضوع ” لم يكن اعتباطيا، بل فرضته الظروف الخاصة التي يعيشها العالم في سياق متسم بالعنف وبالإرهاب”، مشيرا إلى أن الثقافة الأمازيغية تلعب دورا مهما في كون المغرب ينعم بالاستقرار الأمني رغم تهديدات الإرهاب الدولي وانتشار نزعات التطرف، وذلك لما تحمله من قيم التسامح واحترام باقي الأديان.
الجدير بالذكر أن برنامج هذه الدورة تضمن مناقشة عدة محاور تناولت “قيم العدالة في القوانين الوضعية الأمازيغية العرف”، و”خطاب الحركة الأمازيغية والمشروع الاندماجي”، و”الإسلام الوسطي الأمازيغي”، و”تلاقي اللغات في المغرب .. صراع لغوي أم تماسك اجتماعي ؟”، و”مغرب ما قبل التاريخ والإسلام .. هوية متعددة وتنوع ديني وإثني”.
ومن جانبه، قال الأخ عدي السباعي رئيس الجلسة الافتتاحية للجامعة، إننا قطعنا أشواطا كبيرا في الحوار والعمل، والآن دقت الساعة لكي ننزل مضامين الدستور الجدي لكي نقطع مع كل ما يدفعنا إلى التطرف والغلو، مؤكدا أن الحقوق اللغوية والثقافية تعد جزء لا يتجزأ عن حقوق الكونية كحقوق الإنسان.
وأضاف الأخ عدي السباعي أن اختيار الموضوع جاء كمساهمة فعلية من حزب الحركة الشعبية التي تأسست على قيم التنوع والتعددية والتسامح ونبذ السيطرة والتطرف الذي ليس في ثقافتنا المغربية.
خاص
روبرتاج