في افتتاح المنتدى الدولي الثاني للواحات والتنمية المحلية بزاكورةدعوة إلى بلورة مقاربة مندمجة للحفاظ على المجال الواحي وتثمين مؤهلاته
دعا وزراء ومسؤولون، أول من أمس الخميس خلال افتتاح المنتدى الدولي الثاني للواحات والتنمية المحلية بزاكورة إلى بلورة إستراتيجية مندمجة وذلك بغرض الحفاظ على المجال الواحي وتثمين مؤهلاته.
وأبرزوا خلال المنتدى، المنظم إلى غاية فاتح دجنبر المقبل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الأهمية الإيكولوجية والثقافية والحضارية للمجال الواحي باعتباره أحد المكونات الأساسية للتراث الوطني.
وفي هذا الصدد أكد الأخ محند العنصر وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، على أهمية إنقاذ وتنمية الواحات باعتبارها مسألة استعجالية يجب أن تحظى بالأولوية الوطنية، بل الكونية، لكونها موروثا عالميا.
وبعد أن أشار إلى أن موضوع الواحات يوجد في صلب السياسات العمومية نظرا لتحديات التنمية المستدامة، قال إن الواحات المغربية تنتمي للنطاق الجاف الذي يمثل أحد النطاقات الأربعة الأساسية بالمغرب، حيث تصل مساحات المجال الواحي إلى ما يفوق 115 ألف كلم مربع، والذي يشكل مجالا استراتيجيا يقوم بوظيفة التوازنات البيو مناخية والايكولوجية.
وتابع أن وضعية الواحات المغربية تطرح اليوم بحدة جميع الإشكاليات المرتبطة بالمجالات الحساسة منها مشكل تدهور التربة والغطاء النباتي، والاكتظاظ الديمغرافي، وارتفاع حدة المنافسة على استغلال الموارد الطبيعية المحدودة، وضعف المردودية الزراعية، واندثار الموروث الثقافي والعمراني.
وفي سياق متصل، استعرض سياسة الوزارة للنهوض بالمجال الترابي الواحي، وحرصها على تعزيز المقاربة الترابية المبنية على التخطيط الاستراتيجي والمندمج والتعاقدي، الذي يضع الجماعات الترابية والمجتمع المدني في صلب العملية التنموية.
ومن جهته قال الأخ لحسن حداد وزير السياحة إن الوزارة تولي اهتماما خاصا للجانب المتعلق بالحفاظ على التراث الواحي من خلال مقاربة تروم تثمين المنتوج السياحي المحلي.
وتابع أن زاكورة تتوفر على مقومات سياحية مهمة تتمحور حول جبال ووديان وواحات تمتد على طول 200 كلم من منطقة أكدز إلى امحاميد الغزلان، من بينها 32 قصبة وكتبان رملية، وواحات النخيل والنقوش الصخرية القديمة وزوايا.
وذكر في هذا الصدد بعدد من المواسم والتظاهرات والمهرجانات التي تشكل مقومات سياحية أكيدة، والتي تساهم في استقطاب مزيد من السياح الوافدين على الإقليم والبالغ عددهم 35 ألف سائح سنويا، علاوة على ليالي المبيت المحددة في 50 ألف في السنة.
وأضاف أن زاكورة تعتبر من بين الأقطاب السياحية المهمة بالمغرب على مستوى سياحة الواحات، مشيرا إلى أن برامج التطوير السياحي بالمنطقة تعتمد على تثمين الموارد الطبيعية، وخلق منتوج قروي وصحراوي وجبلي.
وفي السياق ذاته قال أحمد حجي المدير العام لوكالة تنمية الجنوب إن الواحات تشكل فضاء خصبا لتطوير اقتصاد اجتماعي يلائم الواقع الإنساني والبيئي للمنطقة، مشيرا إلى أن المجال الواحي يتوفر على مؤهلات هامة لتنمية منتوج محلي متميز.
أما مدير الإستراتيجية والبرمجة والتعاون بوزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني محمد المسلك، فاعتبر أن الواحات تكرس نموذجا للتدبير العقلاني، بالنظر لقلة الموارد الطبيعية كندرة المياه وقلة المساحات الصالحة للزراعة وزحف الرمال، مؤكدا أن اعتماد السكان على روح التضامن مكنهم من مواجهة الإكراهات المحلية.
ومن جانبه قال رئيس جمعية المنتدى الدولي للواحات والتنمية المحلية (الجهة المنظمة للتظاهرة)، جواد الناصري إن وضع المجال الواحي المغربي يطرح حاليا وبإلحاح آفاق التنمية المستدامة بالمنطقة بكل أبعادها، حيث أصبح من الضروري وضع رؤية مندمجة ومستدامة قادرة على توحيد الجهود وضمان التقائية جميع الفاعلين والمتدخلين من أجل التأسيس لمسلسل مندمج لإصلاح الاختلالات واسترجاع التوازنات المفقودة.
ويتواصل المنتدى المنظم تحت شعار "واحات المغرب منابع الحياة" بعقد ندوات ولقاءات تتناول مواضيع تهم تنمية واحة زاكورة، والنساء بمجال الواحات نموذج نساء طاطا، والمؤهلات بالمنطقة وآفاق تنميتها.
كما تنظم خلال المنتدى، المنظم بتعاون مع المجلس الإقليمي وجماعات زاكورة ومجلس جهة سوس ماسة درعة، وبمشاركة خبراء وطنيين ودوليين، أنشطة موازية منها معرض يسلط الضوء على المنتجات المحلية، إضافة إلى أمسيات فنية وغنائية ورياضية.