في افتتاح أشغال المؤتمر الوطني للشبيبة الحركية- الأخ العنصر: الشباب ليس عازف عن ممارسة الفعل السياسي وإنما فقط ممتعض من بعض الخطابات غير السليمة في السياسة- الأخ فضيلي يذكر الشباب بمسؤولية تكوين نخبة جديدة – الأخت المرابط تدعو الشباب الحركي إلى العمل والتحلي بالصبر والإرادة القوية لبلوغ مراكز القرار
بوزنيقة – صليحة بجراف
انطلقت أول أمس السبت بالمركب الدولي للشباب والطفولة مولاي رشيد ببوزنيقة، أشغال المؤتمر الوطني للشبيبة الحركية.
الشباب الحركي، الذي اختار شعار "تمغربيت إلتزامنا"، ويراهن على بناء تنظيم شبابي قائم على أسس الحكامة الجيدة، يضمن دمقرطة صناعة القرار وتوسيع المشاركة السياسية ويعزز بناء مغرب المؤسسات في إطار البعد الجهوي باعتباره خيارا استراتيجيا لحزب الحركة الشعبية، يسعى إلى تحقيق التوازن بين جهات المملكة في إطار وحدة الوطن، برهن مرة أخرى أن مستقبل المغرب لا يمكن أن يكون بدون مشاركة فاعلة لكل أبناءه شباب ونساء ورجال وحتى شيوخ.
من جهته، دعا الأخ محند العنصر أمين عام الحركة الشعبية، الشباب الحركي إلى القيام بتشخيص دقيق وموضوعي لأوضاع منظمتهم لتصحيح وتجاوز التراجع الذي عرفته في السنوات الأخيرة.
الأخ العنصر، الذي تجاوب مع الشعار الذي ردده الشباب الحركي "العنصر ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح"، قائلا "أنا جد مرتاح ومطمئن بتواجدكم، واعتذر للشباب الحركي عن بعض الهفوات التي شابت عملية استقبالكم خاصة توفير المبيت لبعض المؤتمرين بسب ضعف الطاقة الإستيعابية للمركب الدولي مولاي رشيد مقارنة مع عدد المؤتمرين"، مضيفا "تواجدكم اليوم في هذه المحطة التنظيمية بكثافة يدل على أنكم لستم عازفون عن ممارسة الفعل السياسي، وإنما فقط ممتعضون من بعض الخطابات غير السليمة في السياسة علاوة على التعثر والجمود الذي ساد منظمتكم فضلا عن التحولات المتسارعة التي عرفتها الوسائل الحديثة للإتصال والتي أدت إلى تشكيل رأي عام شبابي جديد يستمد مرجعيته من الكونية بكل ما يحمل ذلك من مخاطر الخضوع لتأثير الفكر المتطرف والعدمي.
الأخ العنصر، الذي ذكر الحضور بالرصيد التاريخي لحزب الحركة الشعبية، الذي خرج من رحم المقاومة وأعضاء جيش التحرير على يد مناضلين أمثال لحسن اليوسي وعبد الكريم الخطيب وحدو الريفي والمحجوبي أحرضان وغيرهم، وكان الشباب والنساء في صلب اهتماماته، قائلا "منظمة الشبيبة في الحركة الشعبية، ليست وليدة اليوم، وإنما أسست في 1960 حتى لا يظن البعض أن قطاع الشبيبة في الحزب كان غائبا"، وأضاف "عشتم ما عرفه مسار الشبيبة الحركية منذ 2008، لكن تواجدكم اليوم يعكس إرادة وتصورا جديدين في التغيير وإعطاء دينامية للعمل السياسي الشبيبي".
وحث الأخ العنصر الشباب الحركي على حمل مشعل الفكر الحركي، الذي انبنى على الدفاع عن المقدسات والتعددية، مؤكدا على ضرورة الإحتكام والإلتزام إلى وبمبدأ الكفاءة والتدرج في اكتساب التجارب والخبرات، قائلا إن ممارسة العمل السياسي في إطار الشبيبة الحركية لا يجب أن ينحصر في تبوأ الصدارة في الترتيب في اللائحة الوطنية للشباب وإلا سيكرس ممارسات "انتهازية" و"ريعية" لا تستقيم وقيم الحركة الشعبية وما يسعى الحزب ترسيخه لدى الشباب من روح وطنية ومواطنة صادقة يعكسها الشعار الذي اخترتموه لهذا للمؤتمر،"تمغربيت إلتزامنا"، الذي يتطلب التجسيد في الميدان من خلال انتهاج سياسة القرب في التأطير وبرمجة أنشطة ومبادرات يستفيد منها الشباب عبر مختلف ربوع المملكة لا سيما وأننا مقبلون على محطات انتخابية مهمة تتطلب من الجميع الاستعداد لإنجاحها.
الأخ العنصر، الذي أكد رفضه لأي شكل من أشكال الوصاية على الشباب الحركي، مبرزا أن جوهر التعاقد معهم هو الإلتزام المشترك بمبادئ وقيم الحركة الشعبية، ذكر أيضا الحضور بدورهم في الإنخراط التام في المشروع المجتمعي الذي وضع جلالة الملك محمد السادس أسس لبناته، ويراهن على الشباب في الحفاظ على إشعاع مغرب يتطور في إطار ثوابت لا تتغير، مشيرا إلى أن التحديات المطروحة ليست بالسهلة، لكون المغرب محسود على استقراره وأمنه في ظل تنامي الفكر المتطرف على شبكة الانترنيت والذي يستهدف الشباب للزج به في مستنقعات الإرهاب.
وتابع الأخ العنصر "هناك تحديات تتطلب من الشباب المغربي عموما والحركي بشكل خاص أن يشكلوا الذراع الواقي وحراس بوابة قيم "تمغربيت" القائمة على الحرية والانفتاح والتعايش والتسامح.
من جانبه، حث الأخ محمد فضيلي رئيس المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية، الشباب الحركي على الالتزام بالصبر والقطيعة مع ماضي الخمول والعزوف لبناء المستقبل.
الأخ فضيلي، الذي ذكر الشباب الحركي بالدور المنوط به للمساهمة في التأطير والتنظيم لا سيما على مستويين الإقليمي والجهوي، قائلا " تقع على الشباب مسؤولية تكوين نخبة جديدة قادرة على إبداع تصورات ومقترحات تصون الكرامة والعدالة الاجتماعية وتكون في مستوى التحديات المقبلة"، توقف أيضا عند دستور 2011 وما يمنحه من حقوق متقدمة للشباب? و تحسين شروط ولوجه إلى مواقع القرار السياسي".
وبعد أن أكد الأخ فضيلي أن الحركة الشعبية لم تعد تقبل الشباب المتسلق الوصولي دون عناء والذي يأخذ كل شيء من الحزب دون أن يعطي شيئا، في إشارة إلى ماقام به بعض الشباب الحركي في مرحلته السابقة، شدد على الشباب المتعطش للعمل السياسي والتأطير والتكوين بأساليب حديثة وأنشطة متنوعة، في أفق جعل الشبيبة الحركية مدرسة متميزة ورافد من الروافد الأساسية لحزب ، كفضاء لتكوين وتأطير الشباب والدفاع عن قضاياهم الأساسية، حث الشباب على الإيمان بأنفسهم ودورهم في بناء المجتمع، لكونهم العنصر الأساسي في عملية البناء وجوهر الديمقراطية في المجتمع".
كما أبرز رئيس المجلس الوطني، أهمية تعزيز دور الشباب في صنع القرار وضرورة وجود مقومات أساسية لتفعيل دورهم بالمشاركة السياسية حتى يكونوا قيمة مضافة للحزب.
من جهتها، أعربت الأخت خديجة أم البشائر المرابط رئيسة جمعية النساء الحركيات، عن عجز لسانها عن الكلام أمام حشد من شباب المغرب، قائلة مخاطبة الشباب والشابات، "من اليوم فصاعدا لم أعد خائفة على المغرب، أمام كل هذه الطاقات الشابة التي يزخر بها حزب الحركة الشعبية، والتي بالتأكيد ستكون فاعلة في تحقيق تنمية البلاد".
الأخت المرابط، التي باركت للشباب الحركي انعقاد مؤتمرهم الذي اعتبرته متميزا، وهنأت اللجنة التحضيرية على مجهوداتها الكبيرة من أجل توفير كل شروط نجاح هذه المحطة التنظيمية، وثمنت حكمة ورزانة الأخ الأمين العام محند العنصر وأعضاء المكتب السياسي في تدبير الخلاف التنظيمي الذي عاشت على إيقاعه المنظمة لعدة أشهر، أشادت بالإرادة القوية والعزيمة الصلبة للشباب الحركي في التصدي لمحاولة المس بالمكتسبات التي حققتها منظمتهم منذ تأسيسها.
رئيسة جمعية النساء الحركيات، التي دعت الشباب الحركي إلى التسلح بالعمل الجاد والصبر، قائلة "أنتم اليوم في ريعان الشباب وأمامكم فرص كثيرة للتمرس ورفع مستوى قدراتكم في شتى المجالات،غير أن المجال السياسي، يتطلب الصبر والتحمل وقوة الإرادة لأنه يرتبط بالطموح الفردي والجماعي في الوصول إلى مراكز القرار على مستوى تدبير الشأن العام والجهوي والمحلي"، مضيفة أن الطموح وحده لا يكفي، إن لم يكن مبنيا على المعرفة والثقافة الواسعة، ومقترنا بالعمل الميداني الذي ينمي روح العمل الجماعي ويطور القدرة على التواصل والتفاعل مع الآخرين.
الأخت المرابط، التي نبهت الشباب الحركي أنهم أمام تحدي كبير لكون طريق السياسة شاق وطويل ولا يقبل بحرق المراحل بقدر ما يتطلب الحرص على مراكمة التجارب والتدرج في بلوغ الأهداف، حثت الشباب المترشح لعضوية الهياكل على استحضار بأن "المسؤولية تكليف وليس تشريف"، وتتطلب مجهودا كبيرا ورؤية واضحة والإستراتيجية المبنية على الواقعية في العمل، لاسيما وأن على عاتقهم مباشرة المهام في الأقاليم والجهات فضلا عن تحدي الاستحقاقات المقبلة التي تستدعي من الجميع، كل من موقعه، التحضير لهذه المحطة لتكون النتائج في مستوى تطلع حزب الحركة الشعبية.
وبعد أن دعت الأخت المرابط الشباب الحركي إلى الحرص على وحدة الصف والاحترام وتكامل الأدوار بين الحزب ومنظماته الموازية وبين منتخبيه ومناضليه، استنكرت ما يقوم به البعض من نكاية وسب وشتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قائلة"إني غير راضية كحركية على ما ينشر في المواقع الاجتماعية خصوصا الفايسبوك، الذي حوله البعض من وسيلة للتواصل وتبادل المعلومات والأفكار إلى وسيلة للتحامل والنكاية والسب والشتم"، مضيفة"هذه ليست الأخلاق التي تربينا عليها في بيتنا الحركي".
رئيسة جمعية النساء الحركيات، التي ثمنت مشاركة 37 في المائة من الشابات في هذه المحطة التنظيمية، وأعربت عن أملها أن تكون هذه الفئة فاعلة وإيجابية و تتضاعف نسبتها في المحطات المقبلة، أكدت على ضرورة الفهم الصحيح للعلاقة الجدلية بين مبدأ الاستقلالية التنظيمية للمنظمات الموازية للحزب والتي تخول لها صلاحية اتخاذ القرارات والمواقف وبين ارتباطها بالتوجهات الفكرية والسياسية للحزب من جهة، ومواكبة الحزب لهذه المكونات وتتبع أنشتطها وبرامجها على مستوى الإعداد والتنفيذ وتثمين مجهوداتها لا سيما قطاعيه الموازيين الشباب والمرأة من جهة أخرى.
بدوره، الأخ مولود أجف رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الذي أعلن انسحابه من قيادة الشبيبة الحركية التي عمل في هياكلها منذ 1992 ووضع تجربته رهن إشارة القيادة الجديدة، ذكر بمراحل التحضير لهذا العرس الشبابي الحركي، قائلا" لقد مرت في أجواء من الشفافية والجدية والمسؤولية لتحقيق حلم الشباب الحركي في تنظيم مؤتمرهم الثاني".
الأخ أجف الذي اعتبر الشباب "ورقة رابحة" لايمكن تصور أي تنمية دون إدماجه بشكل كلي وفعال في مختلف السياسات والمشاريع، أعرب عن سعادته بالتزام الشبيبة الحركية في حمل مشعل الفكر الحركي ونشره بين الشباب.
إلى ذلك، نجوى كوكوس ممثلة شبيبة حزب الأصالة والمعاصرة، تحدثت عن سبل تعزيز آليات التواصل والحوار وتوسيع دائرة النقاش حول الإشكالات الكبرى المطروحة على الشبيبتين الحركية والأصالة والمعاصرة، منها ما هو متعلق بالحقوق اللغوية الخاصة بالشباب الأمازيغي والعمل على خلق وحدة حزبية قادرة على الدفاع عن الحقوق والتصدي لكل الإخطار التي قد يواجهها المغرب سيما الإرهاب واسترجاع الأراضي المحتلة خاصة المستعمرتين سبتة ومليلية فضلا عن مواصلة الإشعاع والانفتاح على الصعيدين الإفريقي والعالم.