فشل ذريع لمنتدى الجزائر
علي الأنصاري:
وصف خبراء اقتصاديون المنتدى الإفريقي للاستثمار، بالفاشل لغياب أهم الدول ذات التأثير الاقتصادي في القارة، وعلى رأسها المغرب وجنوب إفريقيا، والحضور الضعيف للشركات ذات الثقل الكبير.
المنتدى الأفريقي للاستثمار عرف خلال افتتاحه تلاسنا بين الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال ورئيس منتدى رجال الأعمال الجزائري على حداد، مما أدى إلى انسحاب الوزير سلال “جارا معه” أعضاء حكومته، حيث تباينت التفسيرات حول أسباب الخلاف، لكن الحقيقة أن خلافات دوائر الحكم في “المرادية” وقرب إجراء تعديل حكومي كان وراء تلك “الشوهة” التي أحدثها انسحاب سلال أمام ضيوف المنتدى.
واستبعد الخبير المالي الجزائري فرحات آيت علي حدوث أي تحول في الجزائر في ظل وجود ما اسماه التركيبة البشرية في إشارة إلى عبد المالك سلال وطاقمه. وأضاف في إشارة إلى انسحاب سلال” تصرف الوزير الأول رهن حظوظ النجاح الرمزي للمنتدى”.
ويرى أيت علي، أن وزارة الخارجية لم تقم بأي شيء يذكر لتسهيل مهام المتعاملين في الخارج، وأعاب المتحدث على الحكومة بأكملها قائلا: “هؤلاء لا علاقة لهم بالاقتصاد و السياسة، لأنهم بيروقراطيين من الطراز الفاشل.”
وتساءل قائلا “كيف لبلد ذو منظومة مصرفية من العهد السوفياتي وقانون صرف قمعي و غير واقعي أن يلج عالم التجارة الدولية تحت تهديد النصوص و سطوة الإدارة، لمنافسة دول جعلت المؤسسة الاقتصادية مركز المنظومة التسييرية، بينما لا تمثل الإدارة إلا أداة إسناد فيها”؟.
المنتدى الإفريقي للاستثمار المنظم في الجزائر فشل بكل المقاييس بشهادة الخبراء الجزائريين أنفسهم، ورأي أيت علي كاف تماما.
المغرب كان سيشارك بوفد كبير، لكن السلطات الجزائرية ألغت الدعوة، حيث برر منظميه فعلتهم بكون جلالة الملك محمد السادس كلف مستشاره أندري ازولاي بقيادة الوفد المغربي، وبالتالي إلغاء الدعوة في إشارة إلى ديانة المستشار، كمزايدة مجانية على المغرب لا تستقيم بحكم الواقع والتاريخ ومكانة الملك المغرب.
متناسين وهم من يدعون دائما أنهم لا يتدخلون في الشؤون الداخلية للدول، أن المغرب حر في اختيار ممثليه وان المواطنين المغاربة متساوون بحكم الدستور والتقاليد الإسلامية، مهما كانت ديانتهم أو لونهم، وبالتالي فإنهم يعيشون خارج الزمان.
أما أن ينظم لقاء “اقتصادي” في العاصمة الجزائرية بدون حضور أهم الفاعلين في القارة، وادعي انه السبيل تنمية القارة وتحفيز المبادلات البينية، فهذا مجرد ذرا للآمال في العيون، ولن ينافس الواقعية المغربية في القارة الأفريقية التي يقودها جلالة الملك.