عمل قنصلي بالعقلية القديمة ل”المقاطعة”
صباح أمس، استحضرت صديقا من مغاربة العالم، أجابني حين سألته يوما لماذا لا يزور المغرب باستمرار بقوله "لما كنتوحش البلاد كنمشي للقنصلية"، وكان يعني بهذه الإجابة تردي الخدمات التي تقدم للمترددين على قنصلياتنا وسيادة بيروقراطية، بدأت تنقرض، ولو بالتدريج في إدارات الداخل.
استحضرت هذه القصة، حين زيارتي صباح أمس لمقر مديرية الشؤون القنصلية بعمارة السعادة في الرباط. فمنذ الوهلة الأولى، يقف الزائر على "استقبال" يعود إلى فترة خلت: غياب من يوجه الزوار، احتجاجات لا تتوقف على طول الانتظار علاوة على هندام جل العاملين الذي لا يوحي بتاتا بأنهم من سلك الخارجية.
وإذا كنت ذكرت "المقاطعة" بعقليتها القديمة، فمن أجل تحفيز القنصليات في الخارج والمديرية في الداخل، على انتهاج المسار الإيجابي التدريجي الذي عرفته المقاطعات والبلديات في الداخل.
وعودة إلى مغاربة العالم الذين يعانون الأمرين مع قنصلياتنا، نقترح على المصالح المعنية، العمل على تغيير العقليات وتحسيس المواطن بأنه حينما تطأ قدماه القنصلية بأنه في وطنه معزز مكرم، وتخصيص مداومة خلال يومي العطلة الأسبوعية، خاصة أن هنالك من يقطع مئات الكيلومترات للحصول على وثيقة بسيطة، مع ما يمكن أن يشكله ذلك من انعكاسات على عمله في ظل الأزمة.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب" صدق الله العظيم.