عكس ما يتم رفعه كشعارات خلال الحملة الإنتخابية لسابع أكتوبر الأحزاب التقليدية هي التي أسست للديمقراطية ببلادنا
حبيبة حكيم العلوي:
المتتبع للحملة الانتخابية الممهدة للإستحقاقات التشريعية لسابع أكتوبر الجاري، يجد نفسه أمام مفارقات غريبة عجيبة، تتجسد في بعض التصريحات التي تحاول جر بلادنا إلى الوراء، من خلال سياسة عفا عنها الزمن.
عفا عنها الزمن لان بلادنا، دولة المؤسسات، وهي الدولة العربية الإسلامية الوحيدة التي تعاملت وفق دساتير منذ 1962، مخولة للمرأة مكانة خاصة ترشيحا وتصويتا، منذ أول دستور أي منذ 1962، والأكثر من ذلك فالمغرب له مكتسبات في جميع القطاعات.
صحيح أننا نطمح للأفضل كشعب، لكن عندما نقوم بمقارنة مع بعض أندادنا من الدول، نجد أن لنا مكانة محترمة تتم الإشادة بها عالميا، ولهذه الأسباب لابد من التفكير ملايين المرات، قبل الحديث عن العدمية والفقر والفاقة التي يلوح بها البعض، مؤكدين أنهم سيحققون المعجزات من خلال برامج انتخابية واهية.
الأدهى والأمر من ذلك، أننا جد من يقذف هيئات سياسية بقصد أو بغير قصد من خلال شعارات جوفاء ويحاول بطريقة هوجاء أن يؤكد لمتلقين مفترضين أن المغرب ظل على ما هو عليه منذ الاستقلال، وهذه أمور تتنافي مع ما نعيشه من نهضة في جميع القطاعات مع قصور في بعض القطاعات نتمنى تداركها.
الإنتخابات التشريعية ليوم السابع من أكتوبر الجاري محطة أخرى، نتمنى أن نضيف من خلالها إلى رصيدنا الوطني ما يمكن أن نفتخر به، ولن نستطيع أن نفعل ذلك سوى إذا حصل تنويه بالمنجزات لننطلق منها من أجل الحفاظ على الكرامة المغربية، التي تهمنا جميعا، لأن الطموح للتسيير لفترة محددة في الزمان “خمس سنوات” مسألة عادية، لكن بدون مجازفات غير محسوبة العواقب، لأن المواطن المغربي، سيزيد عزوفا عن المشاركة في هذا الإقتراع وهذه طامة كبرى.
ما قاله أحد المنتمين إلى “اليسار” على قناة “ميدي1 تفي” يوم الأربعاء الماضي، حول ما أسماه بالأحزاب التقليدية، مسالة مردود عليها، لكون المغاربة يعلمون علم اليقين أن تلك الأحزاب هي التي أسست للتوازن وشاركت في التنمية والنماء وبعضها تجاوز الخمسين سنة في هذا المجال، بل وكان له الفضل في التعددية والحرية التي نقطف ثمارها اليوم.