طوبى لمن عرف قيمة الوطن
كثر اللغط وتعالت الأصوات المبهمة في أكثر من صوب ونحو، مشككة، تارة بالهمز وأخرى باللمز، في نوايا النخب السياسية التي تتهيأ لخوض استحقاق انتخابي على قدر كبير من الأهمية بحكم تزامنه مع ظرفية إقليمية جد حساسة.
وإذا كان البعض يدرك حقيقة مرامي المشككين، فإن البعض الأخر مطالب بإيقاظ جميع حواسه وبفتح الأعين والأسماع على ما عرفته بلدان قريبة من استغلال فئة من الأقلية فراغ الساحة السياسية للسطو على مطالب شرائح واسعة من الشارع، وما كان هذا الفراغ ليحدث لو تم ملؤه بالتزام كل مواطن بالانخراط الفعلي وممارسه حقه في الانتخاب.
بمنطق الإيمان الذي يسكن قلوب المغاربة، وفراسة المؤمن لا تخطئ، علينا الابتعاد عن تعميم الأحكام والاكتفاء بالنظر فقط إلى النصف الفارغ من الكأس، وأن نتمعن، وقف منطق الإيمان هذا في الحديث النبوي الشريف” إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى فمن كان هجرته إلى الله و رسوله فهجرته إلى الله و رسوله ومن كان هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه”.
ليس كل الفاعلين السياسيين بمفسدين، وليس كل من يتطلع إلى المساهمة في صنع القرار السياسي من قبيلة المتهافتين اللاهثين وراء ال”35 ألف درهم” المعلومة أوالمهووسين بالتقاط الصور مع “سعادة الوالي أو العامل” أو من الباحثين عن “حصانة” عدمت الحصن الحصين في مغرب ما بعد فاتح يوليوز 2011.
إن في التعميم حيف وفي اعتبار “ولاد عبد الواحد كلهم واحد” تبخيس لذواتنا وإجحاف في حق أبائنا وأمهاتنا الذين ربونا على الصدق والقناعة “جوعي في كرشي وعنايتي في راسي”.
نعم، لا ننكر أننا ابتلينا، في الماضي وفي الحاضر وسنبتلى في المستقبل، بعينات تحاول “تجميد الماء”، لكن لا يجب أن نخلي أمامها الساحة لتمارس دجلها وتحقق نزواتها، فهذه هي مهمة خيرة أبناء هذا البلد الذين يطمحون إلى أن يهاجروا، وفق الحديث الشريف، إلى الله ورسوله، بكل ما تعنيه هذه الهجرة من حب صوفي خالص للمغرب، لأن حب الأوطان من الإيمان. فطوبى لمن عرف قيمة الوطن.
محمد مشهوري