الأخبار

شهيد واجب العدالة

وصفه الأخ محند العنصر ب"الوفي" و"الأمين" و"رجل الدولة"، وقال عنه الزميل طالع السعود الأطلسي بأنه جمع بين الإسم والمسمى "الطيب"، وسارت باقي الشهادات في حق الرجل على نفس المنوال، لأنه يستحق فعلا هذا الثناء والتكريم بعد مسار حافل ختمه في ساحة الشرف دفاعا عن إحقاق العدالة.
في الثالثة والسبعين من العمر، كان بوسعه الخلود إلى الراحة والاستمتاع بثمار ما جناه من حياة الكد الشريف، لكنه تعامل مع المسؤولية كتكليف لا تشريف، ولم يعتبر نهاية المسار وزيرا للعدل سدرة المنتهى في البحث عن العدالة، بل واصل السعي حتى استسلم قلبه الطيب لحكم الله.
لما انتشر خبر وفاته، ارتسمت علامات الحزن والأسى على وجوه أناس جد عاديين. سائق الطاكسي الذي أقلني يوم الثلاثاء الماضي لم يتمالك نفسه وأجهش بالبكاء لما سمع بالخبر في المذياع، لما سألته عن السر الكامن وراء تأثره أجابني" أنا من النواصر، واسأل سكان الدواوير عن الأيادي البيضاء لسي الطيب".
شخصيا، لم تتح لي فرصة التعرف عن قرب على الرجل، ولكنني عايشت، منذ أكثر من ربع قرن، المحيط العائلي القريب منه من خلال شقيقته الأستاذة الجليلة الباتول الناصري، حرم أخي المناضل الفلسطيني واصف منصور(أبو سفيان)، حيث وقفت بالملموس على صحة القول بأن "العرق دساس"، وبأن شيم الصفاء والنبل والتواضع وحب الخير تنتقل بالجينات من عرق طيب إلى نسل طيب.
لقد حرص الوطن على تشييع شهيد العدالة إلى مثواه الأخير في موكب مهيب، وهو الموقف الذي يحفز كل أبناء هذا الوطن على نهج مسلك النزاهة والجد الذي اعتمده الفقيد، غير أبهين بمغريات الحياة واضعين نصب أعينهم فقط نيل رضا الخالق عز وجل وحب الناس، و هي بركات لا تشترى بمال.
رحم الله الطيب. إنا لله وإنا إليه راجعون.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى