الأخبار

شهادة للتاريخ

محمد مشهوري:

لست أدري إن كان الأمر ميزة أو عيبا، لكن هذه هي الحقيقة: عادتي أنني أفكر بصوت مرتفع ولا أخاف في الحق لومة لائم.
في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الثاني عشر، وصف الأستاذ ابن كيران الحركة الشعبية ب"الحزب الغريب" وهو نعت إيجابي أبعد البعد عن القدحية. 
من منطلق التجربة أؤكد صحة كلامه، على الأقل في ما يخص تعامل القيادة الحركية مع إعلامها، إذ أشهد أنه لم يسبق، ولا مرة، أن تدخل الأمين العام في توجيه الجريدة لغايات غير المصلحة الوطنية.

مؤخرا، وفي ضوء الإعلان عن النية في الترشيح لمنصب الأمانة العامة، تلقيت المئات من البيانات الإقليمية والمحلية التي تؤيد الأخ العنصر لولاية جديدة، لكنني مارست نوعا من الرقابة وامتنعت عن نشرها، معتبرا أن مسؤوليتي كرئيس للتحرير علاوة على مسؤولية منسق الإعلام والتواصل تفترض التزام التحفظ والحياد وعدم الجهر بأي شكل من الأشكال ولو كان مبطنا بميولاتي الحزبية.
في وقت من الأوقات، وبعد أن كثرت علي المكالمات من الأقاليم، فاتحت الأمين العام وكان رده: جريدة الحركة هي لكل الحركيين وليست لسان الأمين العام، وعلى الجميع احترام أجال ومقتضيات الترشيح.
فهمت من كلامه أن نيل تجديد الثقة لا يتم باستغلال الآلية الإعلامية والخرجات المثيرة، ولكنه يتم عن طريق اعتماد القرب من القواعد الشعبية، وهو الأمر الذي تأكد خلال المؤتمر.
لم يكن محند العنصر في حاجة إلى البحث عن محبة الحركيات والحركيين خارج البيت الحركي، لأنه ابن هذه الخيمة التي لم يتعالى قط عنها تحت إغراءات الجاه والمناصب.
اشتغلت مع سي محند العنصر، وزيرا للفلاحة والصيد البحري ثم في المعارضة وبعدها وزيرا للداخلية وما أدراك ما الداخلية في عقليتنا الجماعية ، ثم وزيرا للتعمير وإعداد التراب الوطني، ترقبت يوما أن يتغير أو يغتر، لكنه ظل ابن تلك الخيمة.
أعرفتم الآن أن "الطير الحر" الذي هو العبد الضعيف لا يمكنه أن يحلق خارج فضاء يقتل المبادرة والحرية. محند العنصر لم يجنح أبدا "الطير الحر" بل شجعه على خوض غمار المساهمة في إنجاح مؤتمر ضم كل الحركيات والحركيين.
من حقي الآن بعد صمت خنقني أن أعلن بصوت صداح: مع العنصر لمزيد من النصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى