رسالة السفير المصري السابقرجوع من بلدي إلى بلدي
محمد مشهوري
توصل كاتب هذا العمود برسالة من معالي السيد أبو بكر حفني محمود، السفير المصري السابق بالمغرب، والذي انتهت مهمته الدبلوماسية مؤخرا، رسالة وإن كانت موجهة إلى شخصي المتواضع، فإنها تحمل تقديرا للمؤسسة التي انتمي إليها وللشعب المغربي الذي أفتخر بأنني من أبنائه.
لذلك ارتأيت نشر مقتطفات منها، كاعتراف بالود الذي يجمع حضارتين عريقين وشعبين عظيمين امتزجت دماؤهما في حرب أكتوبر المجيدة.
تقول الرسالة:
"اليوم، وأنا على مبعدة ساعات معدودات من إنهاء مهام عملي كسفير لجمهورية مصر العربية لدى المملكة المغربية الشقيقة، فإنه ليطيب لي أن أعبر لكم عن عميق تقديري وصادق إعزازي لما قدمتموه لي طوال أربع سنوات من دعم معرفي ومساندة إعلامية، ولما غمرتموني به من مشاعر أخوية وإنسانية لن أنساها أبدا.
لقد برهنتم دوما، خاصة في المواقف الصعبة التي عرفتها بلادنا ومنطقتنا خلال تلك السنوات، على فهم عميق وإدراك دقيق لطبيعة المتغيرات والتحديات التي تجابهنا على طريق رفعة الأوطان وتحقيق مطالب شعبنا الواحد في الحرية والاستقلال الوطني والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، منحازين في مواقفكم وكتاباتكم فقط لآمال وتطلعات الجماهير العريضة من جهة، وللحقيقة وللموضوعية وللالتزام المهني من جهة أخرى.
إني أوقن أن مصر/الدولة/ المجتمع الضاربة في جذور التاريخ الإنساني لحاضرة دائما في عقل ووجدان المغرب الشقيق وشعبه العظيم، كما هو المغرب راسخ في قلب ووعي مصر والمصريين، وبالنسبة لي فإن انتقالي الوشيك لهو، في حقيقة الأمر، رجوع إلى بلدي من بلدي، ولسوف يبقى المغرب وأهله الكرام معي أينما حللت مستقبلا".