خلال يوم دراسي حول موضوع “مغاربة العالم والجهوية الموسعة” – الأخ العنصر يبرز الدور الريادي للجالية المغربية في دعم الجهات وتأهيلها – الضريس يؤكد على على ضرورة التفاعل الإيجابي مع قضايا مغاربة العالم
الرباط – صليحة بجراف:
شدد الأخ محند العنصر رئيس جهة فاس مكناس ورئيس جمعية رؤساء الجهات، مساء أول أمس الأربعاء بالرباط، على الجهات والجماعات الترابية، بضرورة وضع التفكير في دور المغاربة المهاجرين في صلب سياساتها ومشاريعها لتنزيل السياسات التنموية للبلاد.
وقال الأخ العنصر في كلمة خلال افتتاح أشغال يوم دراسي نظمه مجلس المستشارين بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج حول موضوع “مغاربة العالم والجهوية الموسعة”، “إذا كان إلى حد الساعة المهاجر هو الذي يبحث ويتقرب من الجهة، فقد آن الأوان أن تتحول المبادرة إلى الجهة التي ستجد بدون شك لدى المهاجر المغربي الاستعداد للمساهمة في تنمية مسقط رأسه ومقر إقامة أهله”.
وأضاف رئيس جمعية رؤساء الجهات “آن الأوان أن يتم التعامل مع ملف الهجرة بجدية ومصداقية، مع مراعاة التغيرات الجذرية التي طرأت على السياق العام لمغاربة العالم، ليس على المستوى السياسي والاقتصادي فحسب، وإنما على بنية التفكير لدى مكونات الجالية المغربية”، مبرزا أن مهاجر اليوم ليس هو مهاجر الأمس، مشيرا إلى أن مهاجر اليوم يمكن أن تؤدي دورا رياديا في دعم الجهات التي ينحدر منها وتأهيلها.
وتابع الأخ العنصرأن الجهوية الموسعة التي بدأت تُرسى قواعدها، وتنظم مؤسساتها، لن تنجح إذا لم يؤخذ بعين الاعتبار مختلف مكوناتها الثقافية والمجالية والبشرية، وساهمت كل شرائح المجتمع فيها ومنها المغاربة المقيمين في الخارج، الذين يشكلون عنصرا رئيسا في المعادلة الجهوية.
من جهته، أكد الشرقي الضريس الوزير المنتدب في الداخلية، أن تدبير شؤون الهجرة عامة وقضايا مغاربة العالم على وجه الخصوص يحظى بأولوية خاصة في السياسات العمومية بالمغرب سواء تعلق الأمر بالمستوى المركزي أو الجهوي والمحلي.
وقال الضريس” هناك تعليمات ملكية سامية وصارمة، يرفض من خلالها جلالته التلاعب بمصالح مغاربة العالم أو استغلالهم”، مذكرا بمضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى ال16 لعيد العرش، الذي شكل لحظة مفصلية في التعامل مع قضايا مغاربة العالم.
وجدد الوزير تأكيده على ضرورة “التفاعل الإيجابي لتدبير قضية الهجرة عامة وقضايا مغاربة العالم بشكل خاص”، قائلا” يتعين على المجالس المنتخبة ورؤسائها الحرص على توفير خدمات خاصة بالسرعة والنجاعة المطلوبين لمغاربة العالم وذلك لطبيعة انتظارات ومتطلعات هذه الفئة من المواطنات “والمواطنين .
من جانبه، قال عبد السلام الصديقي، وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية،إنه “وفي إطار الاهتمام الذي يوليه المغرب لمغاربة العالم، سيستفيدون ولأول مرة من التغطية الاجتماعية عند عودتهم إلى وطنهم الأم”.
وأبرز الصديقي، أن مشروعي قانونين المتعلقين بالتأمين الإجباري عن المرض وإحداث نظام المعاشات الخاص بفئات المهنيين والعمال المستقلين والخواص، “سيدرج فيهما مغاربة العالم ليتمتعوا بالضمان الاجتماعي في بلدهم”، مضيفا أن الذين سيستفيدون هم الذين يقيمون في بلدان لا تجمعهم أي اتفاقيات مع المغرب.
بدوره، أنيس بيرو الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، تحدث عن استراتيجية الحكومة الخاصة بمغاربة العالم والي تتوخى إرساء مقاربة شاملة لقضاياهم، خاصة المرتبطة بتعزيز الهوية والثقافة المغربية لدى أجيالهم الصاعدة.
إلى ذلك، عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج وقف عند الخبرات والتجارب المتنوعة التي راكمها مغاربة العالم يمكن أن تشكل رافعة للجهوية الموسعة وان تساهم في إيجاد الحلول للإشكاليات التي يواجهها هذا المشروع المجتمعي على مستوى الموارد البشرية، مبرزا أن المغرب في حاجة إلى الخبرة التي يتوفر عليها هؤلاء المغاربة لتدعيم الجهوية.
وكان حكيم بنشماش رئيس مجلس المستشارين، قد أكد في كلمة افتتاحية، أن الجهوية الموسعة التي تقوم بالأساس على مبادئ الديمقراطية التشاركية، لا يمكن أن تستقيم دون الانخراط الفعلي لمختلف شرائح المجتمع المغربي، ومن ضمنهم مغاربة الخارج الذين يفوق عددهم أربعة ملايين نسمة والذين لا يدخرون جهدا في خدمة المصالح العليا للمملكة، من خلال انخراطهم الواعي والمسؤول في خدمة الجهات التي ينحدرون منها.