الأخبار

خطاب واضح وليس في حاجة إلى الشرح

محمد مشهوري:

بدون مقدمات، على بعض الفاعلين السياسيين، الجاثمين على المشهد الإعلامي من خلال برامج حوارية تلفزيونية، أن يعوا ويدركوا بأن المطلوب منهم هو الفعل والبلورة في الميدان والممارسة، عوض الهروب والاختباء وراء الخطب الملكية.

إن الخطب الملكية في وضوحها ولغتها المباشرة تنفذ إلى أعماق ووجدان المواطنين البسطاء ولا تحتاج إلى شرح أو تفسير أي كان، لأنها تعكس واقعهم وتعبر عن تطلعاتهم وخيباتهم من المشهد السياسي، الذي عرف في الآونة السياسية انحدارا كبيرا في المستوى.
ففي معظم النقاشات على القنوات التلفزيونية، يكرر الضيوف، وأحيانا بالحرف، مضامين الخطب الملكية، وخاصة خطاب افتتاح الدورة الحالية للبرلمان، في حين أن المواطن ينتظر منهم إجابات صريحة عن السؤال العريض التالي: ماذا فعلتم من أجل تطبيق التوجيهات والملاحظات الملكية؟
إن المواطن العادي المغلوب على أمره، بقدر اقتناعه بأن بلاده محظوظة بأن حباها الله عز وجل بملك سخر وقته، منذ اعتلائه العرش، لخدمة شعبه في الميدان، بقدر ما تسكنه إرادة في التجسيد اليومي لمضامين وأهداف المشروع المجتمعي الذي يريده جلالة الملك لهذا الوطن (لكن ما كاينش مع من).
المواطنة الحقيقية والإحساس بالانتماء للوطن، يتطلبان من النخب السياسية تغيير العقلية التي كانت ولاتزال تتحكم في العمل السياسي، سوى من رحم ربك، والمكرسة لسلوكات الانتهازية وتغليب المصلحة الشخصية.وفي هذا الباب، تعتبر الاستحقاقات الانتخابية الوشيكة محكا حقيقيا لهذه النخبة، سنعرف من خلاله مدى قدرتها على التجاوب مع ما يريده جلالة الملك من خير ورفعة وكرامة ورقي لهذا الوطن، ومن إعادة الاعتبار للفعل السياسي النبيل.
سنرى وإنا غدا لناظره قريب. 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى