خاضت كل أطوار هذا المحك الديمقراطي بروح المواطنة والتجاوب مع مستلزمات الدستور الجديدالحركة الشعبية تحيي بإكبار التجاوب الجماهيري الواسع مع حملتها الحضارية النظيفة
بحلول منتصف ليل اليوم الخميس، يستكمل مرشحات ومرشحو الحركة الشعبية ومناضلاتها ومناضلوها والمتعاطفون مع فكرهها وتوجهاتها، مهمة تواصلية كبيرة، قاموا بها من منطلق الوطنية الصادقة التي تسمو فوق كل الاعتبارات الحزبية.
إيماننا جميعا بالوطن والتزامنا من أجل المغرب الذي جعلناه شعارا لحملتنا الانتخابية، كان ذلك هو الوازع الوحيد الذي حكم سلوكنا وتعاملنا الحضاري الراقي مع باقي الفرقاء والمنافسين السياسيين. واجهنا الحملات الدعائية المغرضة و الأساليب المنحطة والوضيعة لبعض المفسدين من سماسرة الانتخابات والمتاجرين بالذمم، واجهنا كل هذه الخسة بصبر ورباطة جأش، لأننا واثقون بأن منطق العقلاء منزه عن العبث.
استفزنا الفاشلون بكل الوسائل، سخروا العصابات لمهاجمة مرشحينا ومناضلينا كما حدث في بداية الحملة بدائرة إفران، وفبركوا الوقائع والصور بتواطؤ مع بعض المنابر وصرفوا الأموال قصد الإساءة إلينا…، لكننا لم ننزلق معهم إلى مستنقع الرداءة والإسفاف والبؤس الفكري والأخلاقي، بل واجهنا دسائسهم بخطاب رصين وبرنامج واقعي مدقق ومعقلن، ونفذنا إلى قلوب الناس بصدقية كلامنا ونزاهة الأشخاص الذين قدمناهم في مختلف الدوائر وفي اللائحة الوطنية.
لم نختر طريق الحكمة، لأننا من محبي الحكمة فقط، أو عجزا منا عن التصدي لقوى الشر بما يقتضيه الأمر من حزم، بل لأننا نؤمن في عمق أنفسنا أن وطننا أشرف من أن يؤثر على مسيرته الديمقراطية الأنذال، ولأننا نثق في نباهة الإنسان المغربي الذي يميز الطيب من الخبيث ويزن الأمور بميزان العقل لا ب"ميزان" أعوج يستظل بظله بعض المفسدين المرضى بالإدمان على المناصب و"الوزيعة".
أننا مطمئنون وضمائرنا مرتاحة، بعد أن سجلنا حضورا مشرفا على الساحة تجاوبت مع الجماهير الشعبية الواسعة في كل الربوع، وواثقون بأنه سيكون للحركة الشعبية، بعد 25 نونبر، دور جوهري يليق بتاريخها الذي سطر ملاحمه الرواد وبحاضرها الذي تسمه بصمات قيادة واعية بضرورة مواكبة مستلزمات العهد الجديد ورسم ملامح مستقبل أفضل للمغرب.
م. مشهوري