جرعة انفتاح
محمد مشهوري
أظهرت دراسة عممتها الفيدرالية المغربية للناشرين تراجع مقروئية الصحافة الورقية، وهو الأمر الذي يحتم على مقاولات الإعلام المكتوب، حزبيا كان أم “مستقلا”، وقفة تأمل لمحاصرة أسباب التراجع، والتي لا تكمن في منافسة الصحافة الإلكترونية كما تذهب إلى ذلك القراءات التبسيطية.
المشاكل الحقيقية للصحافة المكتوبة بالمغرب تكمن أساسا في الإمكانيات المالية نتيجة الحيف الحاصل في سوق الإشهار بما في ذلك الإعلانات الصادرة عن القطاع العمومي من وزارات و مؤسسات مملوكة للدولة، كما تكمن في عادة القراءة المجانية للصحف في المقاهي وكرائها من طرف بعض الباعة، حيث يمكن للقاريء الاطلاع على 8 جرائد بسعر واحدة.
في مقابل الاكراهات المالية، هنالك ثمة عوامل مرتبطة بالخط التحريري، خاصة بالنسبة للصحافة الحزبية التي تجد نفسها مطوقة بواجب الالتزام والمسؤولية والابتعاد عن أساليب الإثارة والتشهير. كما أن الصحف الحزبية، وبحكم الالتزام بمستلزمات طبيعة المشهد السياسي الوطني، تحولت بالضرورة إلى “نشرة داخلية”، مغفلة الانفتاح على المجتمع بكل مكوناته.
إن متطلبات السوق تستدعي، دون التخلي عن الالتزام والمسؤولية، التعاطي مع الواقع بتحولاته المتسارعة بجرعة زائدة، تتخطى “خطوطا حمراء” ابتدعتها “الرقابة الذاتية” التي تسكن أقلامنا، لتجد كل الشرائح والحساسيات المجتمعية نفسها في منتوجنا الإعلامي.
لن نسقط في مطبات الإثارة والإشاعة أو المساس بكرامة الأشخاص، لكننا سنحاول أن نجسد مغرب التنوع والتعددية التي كان الحزب الذي يصدر “الحركة” أول المدافعين عنها.
بسم الله مجراها ومرساها