تمرين ديمقراطي جديد
محمد مشهوري:
هكذا هي قواعد التفاوض، تخضع للمقولة المصرية الشائعة “الكلام أخذ وعطاء”.
هذه القواعد يعمل بها في المعاهدات بين الدول وفي المفاوضات المتعددة الأطراف في مجالات التجارة العالمية والمناخ والحد من الأسلحة النووية. فلو تم الاكتفاء بالجاهز من الأرضيات والقرارات والتوصيات لما كانت الحاجة أصلا إلى الجلوس على طاولة الحوار.
السياسة هي الأخرى لا تشذ عن هذه القواعد، كما هو الشأن بالنسبة للتفاوض حول تشكيل الأغلبية الحكومية، الذي يعتبر موضوع الساعة بامتياز.
فعكس الأسلوب الذي ينتهجه بعض “المحللين” ومحرري الأخبار في عدد من المنابر، والذي يحاولون من خلاله تحميل وضعية “البلوكاج” أكثر مما تحتمل، فإن تشبث كل حزب بتصوره ومنظوره ل”الاصطفاف” هو تمرين ديمقراطي صحي بامتياز، ومن شأنه أن يخدم بشكل واضح طريقة عمل الفريق الحكومي المحتمل، المفترض فيه الانسجام والقدرة على تحقيق المهام المطروحة من أجل النهوض بالوطن والمواطنين.
وعليه فإن هذا النجاح في هذا التمرين يتطلب من كل الأطراف المعنية بما فيها الإعلام التحلي بالرصانة والموضوعية في مواكبة مسار المشاورات بما يحسن صورة السياسة كممارسة نبيلة مجسدة للديمقراطية، هذه الأخيرة المرتبطة بالتنمية.