الأخبار

تعليمنا بين جيلين

محمد مشهوري

تعيش عدد من الأسر المغربية حيرة كبيرة أمام رغبة أبنائها اليافعين في الهجرة إلى الخارج، بأي وسيلة حتى ولو كانت زواجا أبيض من عجوز رومية أو ركوب صهوة حصان المغامرة في ظلمات البحر.
أبناؤنا يدركون أن الغرب لم يعد ذلكم الفردوس المفقود بفعل الأزمة المالية العالمية الخانقة، ومع ذلك يصرون على الهرب من دفء العائلة والوطن، لأن هنالك ثمة غصة تسكن في قلوبهم تتجاوز أسبابها أزمة المال. إنها غصة الإحساس ب"الحكرة" وب"العار".
فحين يقارنون وضعهم مع جيلنا نحن الكهول والواقفون على باب الشيخوخة، تعتصرهم المرارة، لأن آباءنا الذين كانت أغلبيتهم لا تفك الخط أو في أحسن الحالات درسوا في المسيد، استطاعوا أن يسيروا بنا على درب العلم إلى أعلى المستويات، في حين عجزنا نحن "الجامعيون القدامى" عن ضمان المسار نفسه لأبنائنا، ليس لأنهم بلداء غارقون في "الكلخ" ولكن لأنهم يعاينون يوميا أن الجامعة أصبحت طريقا بدون مخرج أو أفق.
إن التعليم هو بيت الداء ومكمن الدواء في الوقت نفسه. ولأننا فرطنا فيه وتركنا أمره لحسابات "الهندسة" وأقصينا ناس التربية والفلسفة والإجتماع، ها نحن ندفع الثمن.
أمل المغاربة كبير في المسؤولين الجديدين عن التعليم بمختلف أطواره، واللذين تعلما في ظروف صعبة ككافة أبناء الشعب، أن يعيدا للمدرسة العمومية قيمتها، ولكن بدون "مجالس" و"لجان" و"مخططات" هلامية…"عيينا" !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى