تعبئة كبيرة للمساهمة في تفعيل الدستور وربح رهانات المرحلة المفصلية الراهنةتعبئة كبيرة للمساهمة في تفعيل الدستور وربح رهانات المرحلة المفصلية الراهنة
في إطار تفعيل قرارات المكتب السياسي للحركة الشعبية الخاصة بهيكلة الحزب، نظم لقاء تواصلي، أول أمس بإقليم الجديدة، برئاسة الأخ السعيد أمسكان الأمين العام المفوض للحركة الشعبية، والإخوة أعضاء المكتب السياسي عبد القادر تاتو، لحسن حداد ومحمد السرغيني.
وعرف هذا اللقاء تكوين مكتب محلي تابع لجماعة مولاي عبد الله أمغار بقيادة أولاد بوعزيز بإقليم الجديدة، انتخب على رأسه الأخ عماد عبد الغني المستشار الجماعي، الذي فوضت له مهمة تشكيلة باقي أعضاء المكتب الجديد، مع فتح مقر جديد للمرأة والشبيبة الحركية بإقليم الجديدة، وذلك من أجل نسج خيوط التواصل بين القيادة والقاعدة بشكل منظم ومهيكل.
كما تميزت هذه المناسبة بإعلان مجموعة من الأشخاص الالتحاق بحزب الحركة الشعبية، ومن ضمنهم رئيس مجلس جهة عبدة دكالة وثمانية رؤساء جماعات، بالإضافة إلى ما يزيد عن 25 مستشارا جماعيا من مختلف جماعات إقليمي الجديدة وسيدي بنور.
وفي هذا السياق، أعطى الأخ الأمين العام المفوض للحركة الشعبية أثناء تناوله الكلمة خلال هذا اللقاء، الذي عرف حضورا وازنا من مناضلات ومناضلي الحزب وبعد ترحيبه بالملتحقين، نبذة موجزة عن تاريخ الحزب متحدثا عن الحقبة والظروف التي نشأ فيها، موضحا أن الحركة الشعبية انبعثت من صميم حركة المقاومة وجيش التحرير، مؤكدا مساهمتها الفعالة في بناء مغرب ما بعد الاستقلال، حيث لاتزال بصمات الحركة والحركيين في عدة محطات نضالية وطنية، مشيرا إلى دور الحركة في إرساء التعددية الحزبية التي يعيشها المغرب.
كما تحدث الأخ أمسكان عن مشاركة الحركة في عدة حكومات، وعن مستوى تطلعات مناضلات ومناضلي الحزب، معتبرا أن الحركة الشعبية حزب وطني لكل المغاربة ويعمل من أجل مصلحة المغرب .
وتطرق الأخ أمسكان إلى مميزات المرحلة الحالية متحدثا عن الأوضاع السياسية والأمنية بدول الجوار، وعن الاستحقاقات الأخيرة، قائلا إن النسبة العالية التي سجلت في صفوف الممتنعين عن التصويت يمكن إذابتها عن طريق إرجاع الثقة للمواطن في العمل السياسي من خلال العمل الجاد والتنظيم و التأطير الجيدين.
وعن مشاركة الحركة الشعبية في الحكومة الحالية، قال الأخ الأمين العام المفوض للحركة الشعبية، إنه قرار اتخذه المجلس الوطني للحزب،خدمة للوطن ولم يكن ينبني على أي حسابات، مذكرا بأن الحزب قرر المشاركة دون أن يعرف الحقائب الموكولة إليه، فوقع ميثاق الأغلبية كالتزام تجاه المواطنين والحلفاء.
وأضاف الأخ أمسكان أن تكليف الأمين العام الأخ محند العنصر بحقيبة الوزارة الداخلية الأكثر حساسية ومسؤولية، ماهو إلا تعبير عن الثقة في شخصية سياسية ووطنية عملت دائما من أجل الوطن والدفاع عن ثوابته.
واعتبر الأخ أمسكان أن الانتخابات ليست غاية بل وسيلة فقط من أجل تكوين مؤسسات وطنية ذات مصداقية، مشيرا إلى ما يقوم به الحزب مع حلفائه من أجل تكريس التميز الذي يتمتع به المغرب بين جيرانه بالمنطقة.
كما جدد الأخ الأمين العام المفوض افتخاره بالملتحقين، مذكرا إياهم بما ينتظرهم من مسؤوليات حزبية ووطنية، وأهمها العمل على حسن تنزيل الدستور، والجهوية الموسعة من خلال اختيار الأشخاص المناسبين في المناصب المناسبة لضمان استقرار المغرب واسترجاع ثقة المواطن، نظرا لأن الجهة أصبحت عبارة عن برلمانات صغيرة ومكاتبها بمثابة حكومات آمرة بالصرف على مستوى التخطيط الجماعي.
ودعا الأخ أمسكان إلى ضرورة إبراز دور الأحزاب خلال هذه الظرفية الصعبة التي تعرفها بلادنا من احتقان للأوضاع، في ما يتعلق بتأطير المواطن لتجاوز الأخطار التي يمكن أن تنبثق عن الإكراهات الحالية، حاثا على المساهمة بما فيه الكفاية للمحافظة على أمن واستقرار البلاد.
ومن جانبه، أكد الأخ عبد القادر تاتو عضو المكتب السياسي، أن الانتماء إلى حزب الحركة الشعبية هو انتماء إلى حزب نظيف ونزيه، لم يسبق أن تعرض لشبهة أو اتهام بالفساد أو مثيل ذلك من النعوت، مشيرا إلى أن المغرب يعرف مرحلة انتقالية وعهدا جديدا، إذ أن البقاء سيكون للأقوى والأجود، فالمرحلة السياسية الحالية تتطلب الإرادة القوية للإسهام في التغيير، ولن يتأتى ذلك إلا بهيكلة جيدة ومنظمة على جميع المستويات، مضيفا أن مرحلة الانتخابات المقبلة يجب أن تتوفر لها ظروف مواتية واستعدادات خاصة، وبالتالي إن تقوية الأحزاب ستكون مبنية على حسن اختيار المرشح المناسب.
وقال الأخ عبد القادر تاتو إن الأخطار ما تزال تتربص بالمغرب، لأن الأوضاع لم تستقر بعد، خصوصا في ظل وجود بعض المشاكل، في العديد من القطاعات، إضافة إلى مشكل البطالة الذي يؤرق الحكومة، معلنا أن هناك رغبة ملكية في تأطير المواطنين بالفعل وليس بالقول، من خلال ممارسة سياسة تهدف إلى تكوين أطر مؤهلة.
ومن جهته، أعطى الأخ لحسن حداد عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية نظرة موجزة عن التصور الحكومي بخصوص الفترة الانتقالية التي تعيشها بلادنا في توافق فريد بين الشعب وملكه، مما يدل على مدى فعالية الإصلاحات التي دشنها صاحب الجلالة منذ توليه العرش.
وتحدث الأخ حداد عن المشاركة الوازنة للحركة الشعبية في الحكومة من خلال أهمية الحقائب التي تتولاها، الداخلية، الشباب والرياضة، السياحة (ثاني أكبر مشغل، أكبر مزود بالعملة الصعبة، أول مساهم في ميزان الأداءات)، الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة.
كما كشف الأخ حداد عن برنامج وزارة السياحة التي يتولى مسؤوليتها، الهادف إلى مضاعفة عدد المشغلين والمداخيل في أفق 2020 باعتبار السياحة من الأعمدة الهيكلية للاقتصاد الوطني، وذلك بانفتاحها على أسواق أخرى، مذكرا بالوضعية الحرجة التي يمر منها المغرب في ظل تراجع الصادرات و العائدات، إضافة إلى إشكالية الجفاف التي تنعكس آثارها على اقتصاد البلاد بصفة عامة والفلاح بصفة خاصة، قائلا بأن بلدنا سيعمل على تخطي هذه الظرفية، والنتائج ستظهر لا محال.
وأعرب الأخ حداد عن سعادته بتواجده بإقليم الجديدة الذي يعتز بمكانته الفلاحية ولما له من مؤهلات سياحية وإقتصادية، مضيفا أن الأحزاب المهيكلة والمنظمة هي التي ستبقى في إطار ما ينص عليه الدستور الجديد، إذ أنه لا يمكن أن يستمر حزب ما إلا بتجذره وقوة تنظيم أشخاصه وهياكله على المستوى المحلي والوطني.
بدوره، عبر الأخ محمد السرغيني عضو المكتب السياسي خلال هذا اللقاء الذي حضره الأخوين عبد الحق شفيق النائب البرلماني عن دائرة عين الشق الدار البيضاء، ومصطفى المخنتر النائب البرلماني عن إقليم الجديدة عن سعادته لما تمثله هذه اللحظة من تواصل القيادة مع القاعدة في جو من الانسجام والتنظيم.
وأضاف الأخ السرغيني أن الحركة الشعبية قررت الإعتماد على هيكلة منظمة ومحكمة بجميع جهات المملكة، معربا على أنه كان بود الأمين العام محند العنصر وباقي أعضاء المكتب السياسي الحضور ومشاركة الساكنة فرحتهم، وكذلك للتعبير عن مدى إفتخار الحركة الشعبية بمناضليها ومناضلاتها، لولا إنشغالاتهم الرسمية.
وأضاف الأخ السرغيني أن الحزب يعمل في وضوح ويأخذ قراراته بشكل جماعي، وليس هناك مجال للتحيز لجانب دون الآخر، أو إقصاء رأي لصالح آخر، مضيفا أن كافة الحركيات والحركيين عملوا على إنجاح المؤتمر الوطني الحادي عشر، الذي اعتمد المساطر الديمقراطية بالإحتكام إلى صناديق الاقتراع في مختلف مراحله.
الجديدة – فاطمة ماحدة