بمناسبة انعقاد الدورة العادية للمجلس الوطني- ضرورة توجيه رسالة قوية تتصدى للحملات الممنهجة ضد الحزب- الحركة الشعبية أكثر قوة وعزيمة على مواصلة دورها الوطني النضالي
محمد مشهوري:
اليوم يلتقي الحركيات والحركيون في إطار الدورة العادية لمجلسهم الوطني (البرلمان المنتخب للحزب من طرف القواعد الحركية في الأقاليم)، وهم أكثر إصرارا وأقوى إرادة على تعزيز الحضور الوازن والمؤثر على مجريات الساحة الوطنية، من خلال تقوية الهياكل والتعبئة الشاملة لكسب مختلف الرهانات والاستحقاقات برسم المرحلة المقبلة.
هي دورة عادية من حيث اندراجها في سياق حرص الحركة الشعبية على انتظام اجتماعات هيئاتها المقررة، ومن حيث جدول أعمالها المتضمن للتقرير السياسي للأخ الأمين العام الذي سينور أعضاء المجلس بمستجدات الساحة السياسية ويذكر بمواقف الحزب إزاء كل القضايا الطارئة منذ الدورة الأخيرة للمجلس.
هي دورة عادية أيضا من حيث عرض التقرير المالي للحزب في إطار الشفافية التي تعتمدها القيادة الحزبية مع المناضلات والمناضلين، علاوة على المصادقة على التعديلات المقترحة على النظام الداخلي للحزب، إلا أنه يمكن اعتبار السياق الزمني الظرفي لانعقاد الدورة "غير عادي"، نتيجة الحملات الإعلامية المسخرة التي تستهدف الحركة الشعبية من خلال التجني على رموزها ووزرائها وبعض برلمانييها.
وإذا كانت الحركة الشعبية قد تعودت، منذ تأسيسها، على مواجهة كل الدسائس والمخططات الرامية إلى تحجيم دورها وإشعاعها ونفوذها الجماهيري الممتد عبر كل ربوع المملكة والمتجذر في وجدان كل الشرائح الاجتماعية، فإن شراسة الحملات التي لم تتوقف بشكل ممنهج، على الأقل منذ نهاية سنة 2011 بعد مشاركة الحزب في التجربة الحكومية الحالية التي جاءت في سياق روح الدستور الجديد، يستدعي ذلك من الحركيات والحركيين، مهما اختلفت مواقعهم، التصدي لكل من تسول له نفسه المساس بصورة الحزب وبسمعة ونزاهة مناضلاته ومناضليه.
إننا ندرك بشكل عميق، أن ما يخيف خصومنا العلنيين والمستترين، هو ثباتنا السرمدي على الاختيارات الوطنية وتشبثنا الذي لا يتزحزح بثوابت الأمة المغربية وحرصنا على روح "تمغريبيت" وعدم انجرافنا وراء تيارات الشرق أو الغرب أو خدمة توجهات خارجة عن دائرة الانتماء إلى الوطن.
ما يخيف هؤلاء الخصوم على السطح وفي دهاليز الظلام، الدينامية الديمقراطية الجديدة التي اعتمدتها الحركة الشعبية منذ مؤتمرها الحادي عشر في يونيه 2010، حيث أصبحت الكلمة الفصل لصناديق الاقتراع الزجاجية وتم القطع بصفة نهائية مع أسلوب الترضيات، وكذلك حكمة وتبصر الأخ محند العنصر، أمين عام كل الحركيات والحركيين.
ما يزعج هؤلاء الرازحين تحت جبروت النفس الأمارة بالسوء، حرص الحركة الشعبية على جعل مصلحة المغرب أولا وقبل أي اعتبار حزبي أو نفعي، والعمل على تجنيب البلاد كل نوع من الأزمات، والتجرد ونكران الذات الحزبية في مختلف مراحل تدبيرنا لقطاعات لا يزال البعض يعتبرها "أما" أو "جدة للوزارات".
وما يقض مضاجعهم أيضا، اللقاءات التواصلية للحركة الشعبية في مختلف الأقاليم التي عبرت خلالها القواعد الحركية عن اعتزازها وتقديرها ومحبتها الصادقة للقيادة وعلى رأسها الأخ العنصر، رجل الدولة بكل استحقاق والحركي الصلب الذي تنكسر أمام وطنيته ورصانته كل الأمواج الفارغة.
إن هدف المواقف العدائية لبعض الجهات التي وظفت بعض المنابر الإعلامية، والذي فشلت فيه، هو محاولة "إرباك" المسيرة المتميزة للحركة الشعبية و"التأثير" على معنويات وزرائها المشهود لهم بالكفاءة وحسن الأداء وبالنزاهة الفكرية والمادية، كما هو الشأن لممثلي الحزب في البرلمان بغرفتيه وفي مختلف الهيئات المنتخبة.
وعليه، فإن جوهر الرسالة القوية التي ينتظر أن يوجهها برلمان الحزب، هو أن الحركة الشعبية، اليوم، أكثر قوة وعزيمة على مواصلة دورها الوطني النضالي، موحدة الصفوف، نابذة للأنانية، معتمدة روح الفريق، معتزة بالانتماء إلى العائلة الحركية الكبرى، ووفية لقضايا وانشغالات المغاربة قاطبة من البوغاز إلى تخوم الصحراء.
على أعضاء المجلس الوطني التصدي جهارا لكل من يحاول استهداف حزبنا، واعتبار هذا التصدي فرض عين لا فرض كفاية.