“باخوس” و”شرملوس”!
محمد مشهوري:
هو استحضار لأيام عشق الحياة الخوالي، ولطقوس أدباء ومفكرين مغاربة في فضاءات مزجت بين النشوة والإبداع، عسى أن يساهم هذا الهروب من واقع الحال في إيقاظ جذوة الابتكار لدى شباب لم تعد تستهويه القراءة بقدر ما تجره "هوايات مشرملة" إلى الضياع، في ظل غياب مقاربة تربوية مندمجة تضم كأطراف الأسرة والمدرسة والشارع.
في تلك الأيام الخوالي، لم يكن لخطابات التكفير و"الدعوة" حضور يذكر في حياة المغاربة، وكان "باخوس" يلهم قريحة كبار المبدعين من طراز المرحومين زفزاف وخير الدين.
ما نعيشه في زمننا الراهن من انتشار لحبوب الهلوسة (القرقوبي) ولظاهرة "التشرميل"، لم يتصوره الإغريق القدامي وإلا لكانوا اخترعوا بالإضافة إلى "باخوس" و"إيروس" آلهة أخرى: "قرقبوس" و"شرملوس"!!
في الزمن الجميل، لم يكن ل"إيروس" إلهة الحب والنزوة أي تأثير على العقول، فقد كان مجتمعنا قبل غزو التطرف الأعمى مشبعا بالقيم وكان مجتمعا سويا أفراده متوازنون، لكن ما نشهده اليوم من انتشار لجرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال في المدارس وتورط بعض "المربين" الذين كانوا يشبهون في سالف الأيام بالرسل في هذه الجرائم المشينة، يسائلنا ذلك عن سر صمتنا حتى ذاع السرطان في جسم المجتمع، وأصبحنا نفكر في أن نحرم أبناءنا من الخروج إلى المدارس وفي إغلاق أبواب بيوتنا علينا.
ترى من سيعلق الجرس !؟