الأخبار

امتحان و”أرانب” وبلاغات !

محمد مشهوري

الله وحده يعلم كم سيبلغ عدد البلاغات المرقمة المتواترة الصادرة عن وزارة التربية الوطنية، بعد اليوم الثالث والأخير للدورة الأولى من امتحانات الباكالوريا؟


في الحقيقة، وعلى الرغم من أنني غادرت مقاعد الدراسة منذ ما يقارب ثلاثة عقود، "شداتني الخلعة" بعد قراءتي للبلاغات "الحربية" عن اكتشاف حالات الغش، ووضعت نفسي في موضع تلميذ ممتحن، ترصده العيون وكأنه مقبل على ارتكاب جريمة.


لقد خلقت الأجواء الاستباقية لهذه الامتحانات حالة من الخوف الجماعي لدى التلاميذ، خاصة وأن التواصل كان مبنيا على التهديد والوعيد، بدل تهيئ التلاميذ نفسيا وبيداغوجيا لاجتياز الامتحانات في ظروف عادية. ولاشك أن التأثير ذاته يعيش علي ثقله الأساتذة المكلفون بالحراسة.


نعم إن الغش مرفوض في جميع الأحوال والحالات، لكنه شر لابد منه. وهاهو الدليل:


على الرغم من كل الاحتياطات، كان للغشاشين "بعد نظر" و"استباقية"، حيث أجروا "أرانب الامتحان" أسوة بأرانب السباق، فما إن يحصل"الأرنب" على ورقة الامتحان، ينسل بسرعة إلى الخارج، حيث تتواجد "كتائب" إعداد الأجوبة، التي توجهها إلى طالبي "الخدمة" باستعمال أحدث الوسائل المجهرية للاتصال.


"الحاصول" مدرستي الحلوة لا شبيه لها في العالم !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى