الأخبار

المفهوم الحقيقي للقيادة

لا يكفي أن يكون المرء منتخبا على رأس هيئة معينة لكي يستحق لقب وصفات القيادة، فالمسوح (أي جبة القساوسة) لا يصنع الراهب، كما يقول المثل الفرنسي، والمناصب الشكلية لوحدها لا تمنح الكاريزما والريادة. المفهوم الحقيقي للقيادة مبني على المسؤولية والشجاعة والمواجهة، وكذا خصال التواصل وحسن الإصغاء والتوفيق بين الميول والآراء.
في هذا السياق، كان تدخل الأستاذ المحامي الأخ زهراش، خلال أشغال المجلس الوطني أمس، تدخلا موضوعيا ومنصفا لقيادة الحركة الشعبية المتمثلة في شخص أخينا محند العنصر، الذي كان القيادي الحزبي الوحيد الذي أعلن تحمله المسؤولية عن التراجع الحاصل بالنسبة للحزب في الانتخابات الأخيرة.
هذا الموقف المسؤول والجريء هو الذي يصنع الفرق بين الكاريزمات المستحقة والكاريزمات المصطنعة التي تلقي بالمسؤولية على الغير أو الظروف.
الحركيات والحركيون الذين يقدرون شجاعة الفرسان وقيم النبل التي تطبع قيادتهم، كانوا بالأمس في الموعد، وقالوا كلمتهم الصادقة باطمئنان، لأنه لا خوف على مستقبل حزب تتسم قيادته بنكران الذات. ففي الوقت الذي كان على كل منا أن يعترف بتقصيره في رسالته النضالية، انبرى صوت وحيد يحمل عنا أخطاءنا ونواقصنا.
وعليه، إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتيكم خيرا، استطعنا أن نتجاوز “الكبوة” بسلام منطلقين نحو أوراش أخرى، بنفس جديد وبقيادة حقيقية تقدر المسؤولية.
محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى