الكان.. إيبولا والجزائر
محمد مشهوري:
"بحال ايبولا بحال الزلزال"، هكذا عبر مواطن مغربي بسيط صباح أمس عن تأييده لقرار المغرب التمسك بموقف طلب تأجيل نهائيات كأس إفريقيا للأمم، قبل أن يضيف" لو قدر لا سمح الله و عرف بلد ما زلزالا عنيفا وهو مقبل على تظاهرة ما، هل سيتم لي ذراعه كما حاولت معنا كاف عيسى حياتو؟"
إن أيبولا لا يقل خطرا عن باقي الكوارث، وبالتالي فإن تغليب المغرب للصحة العامة لمواطنيه وزواره على منطق الفرجة ومصالح الشركات والقنوات العالمية المستفيدة من التظاهرات القارية والعالمية لهو عين العقل.
تخيلوا معي، كيف سيعرف ضمير أوزين أو الوردي الراحة، لو رضخنا للكاف وسجلت حالة للإصابة بين مواطنينا؟ ساعتها سينقلب حتى الذين كانوا مع التنظيم في الموعد على المسؤولين ويصفونهم ب"المستهترين بصحة وحياة المغاربة" !
وللذين يربطون كل شيء بالسياسة، وهم على حق لأن كرة القدم هي "أم السياسة"، عليهم أن يدركوا بأن الجزائر ستحاول، كعادتها الركوب على الحدث، لكنها لن تنال من عمقنا الإفريقي الصادق ومن محبتنا لأبناء القارة السمراء، الذين وجدوا عندنا الملاذ الآمن، عكس الجزائر التي تزج بهم خارج حدودها في الفيافي والقفار.
أما للذين يربطون كل شيء ب"العقوبات"، فإننا نقول: صحة الإنسان أغلى من كل أموال الدنيا و"الفراجة اللي تقلب مندبة ماشي فراجة".