الفنان الشاعر المحجوبي أحرضان يفتتح معرضا جديدا بالدار البيضاءلوحات “الزايغ”.. حديقة فردوسية ترفرف فراشاتها الزاهية بألوان الربيع
افتتح الليلة الماضية بالمقر المركزي للبنك المغربي للتجارة الخارجية بالدار البيضاء، معرض جديد للفنون التشكيلية للفنان المتميز المحجوبي أحرضان، وذلك بحضور نخبة من الفنانين والمثقفين والإعلاميين، والسياسيين والمسؤولين والوزراء، منهم عثمان بنجلون، ووزير الشباب والرياضة الأخ محمد أوزين، وغيرهما.
وقدم الفنان "الزايغ" بالمناسبة لوحات راقية تستلهم حسها الفني الرفيع، من حرية الإبداع، فكان الرواق حديقة فردوسية ترفرف فراشاتها الزاهية بألوان الربيع.
وتعانقت ألوان الحروف، بروعة اللوحات البهية بأشكالها الرقيقة، وهي ترتعش في خفر شاعري أنيق، الأمر الذي جعل من لوحات الفنان احرضان، رقصات شعرية تبوح بالنقاء، وفيض من الأحلام الرومانسية.
إن المتلقي، وهو يطوف بحدائق أعمال الفنان، ليكاد يسمع خفة الأحلام بريش الصفاء، حيث يتحول البياض إلى طهر إلهي، يعبر عن رؤية صوفية لقدسية الحياة والأشياء والموجودات، وهو ما يجعل من الفنان ناسكا متعبدا في محراب الفنون، انه فنان شريف وبارع، وولي صالح، يتدثر بإزارات العفة والوقار الإبداعي الجميل..
هكذا يمكن تلمس المسحة الشعرية في أعمال احرضان، التي تنهل من قواميس حالمة ووديعة، فتمنح لوحاته ذلك الانسجام، بين فنين راقيين، الرسم من جهة، والقصيدة الشعرية الموحية من جهة أخرى، لتكون اللوحة في حضرته، مهما كانت تفيض ببلاغة الغموض والإبهام، عالم ساحر ينفتح على تعدد القراءات والتأويلات الرائعة.
إن أعمال أحضان في هذا المعرض، بحار لا شواطئ لها، قصائد شعرية تنشد موال السحر، فإخلاصه للفن يأتي من صميم عمله، حيث تحتفظ ذاكرته الإبداعية بقدرتها الفائقة على استنطاق الموروث الشعبي المغربي والعربي وتجسيد الثقافة الأمازيغية في أكثر من لون وحركة ريشة، فقدرته الفائقة على التعبير، تجعل اللوحة تحتفل بالبهجة الفنية في أبهى معانيها، تنبعث منها قوة تعبيرية وبساطة مثيرة للجدل، احتار النقاد في منابعها، لأنها تعكس عالما شاعريا وجماليا قريبا منا… ثمة كان معرضه الجديد، فكانت فلسفة جديدة في التعامل مع اللون في أبهى صورة… هي مرايا لانعكاسات، مشاعر فياضة وأحلام وذكريات…