السنتيسي: تجديد البيعة يجد مرجعيته في التاريخ الإسلامي لما ترمز له مؤسسة إمارة المؤمنين
M.P/ علياء الريفي
أكد إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب أن حفل الولاء، الذي يُتوج احتفالات ذكرى تربع أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله، على عرش أسلافه المنعمين، يُجسد روابط البيعة بين الملك والشعب، ويُكريس التلاحم الوثيق بين العرش العلوي والشعب؛ وهو من التقاليد المرعية في المملكة الشريفة منذ أكثر من 12 قرنا.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، إن تنظيم حفل الولاء كل سنة، تجديد للبيعة إزاء جلالة الملك، باعتبار هذه البيعة عقدا دينيا وسياسيا شاملا، يرمز إلى التعاقد بين الملكية كرمز للوحدة الوطنية وبين الشعب المغربي المعبأ والمجند وراء جلالته بروح التضحية والوفاء.
وأوضح السنتيسي في تصريح خاص على هامش” ترأس أمير المؤمنين الملك محمد السادس، بعد زوال اليوم الاثنين برحاب المشور السعيد بالقصر الملكي بتطوان، حفل الولاء، وذلك تخليدا للذكرى الرابعة والعشرين لتربعه على عرش أسلافه المنعمين”، (أوضح) أن البيعة تنطوي في الحقيقة على معاني ودلالات شتى تُحيل في المقام الأول إلى كونها تُرسخ لاستقرار وأمن المملكة وتُجسد الوحدة الوطنية فضلا عن ضمان الاستمرارية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى على اعتبار أن الحكم الرشيد والثبات على النهج القويم يعد مفتاح الاستقرار والسبيل إلى الرقي والازدهار، و”هذه تقاليدنا وهذا نمط ونظام الحكم في المملكة منذ قرون”، حسب تعبيره.
ويرى القيادي الحركي أن هذا التلاحم الوثيق بين العرش والشعب؛ هو الذي حفظ بلادنا من مختلف الهزات التي عرفها العالم، ومكنها من مواجهة مختلف الأزمات والصدمات، وجعلها تنتصر في معارك الحصول على الاستقلال، واسترجاع الأقاليم الجنوبية، وتحقيق الأمن والاستقرار.
في المقابل، سجل السنتيسي أن حفل الولاء وتجديد البيعة يجد مرجعيته في التاريخ الإسلامي، لما ترمز له مؤسسة إمارة المؤمنين.
وأردف رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب مسترسلا أن أمير المؤمنين على غرار أسلافه المنعمين، يقتدي بجده المصطفى، حيث أن البيعة هي الطريقة التي كان يعتمدها سيد الخلق، والدليل على ذلك “بيعة العقبة” التي بايع فيها الأنصار الرسول صلى الله عليه وسلم و”بيعة الرضوان” تحت الشجرة بعدها بست سنوات، مشيرا ، في هذا الإطار، إلى البيعة تجد سندها في القرآن الكريم مصداقا لقوله تعالى في سورة الفتح الآية 10: (إنما الذين يبايعونك، إنما يبايعون الله، يد الله فوق أيديهم)، وكذا قوله تعالى في الآية 18: (لقد رضي الله عن المؤمنين، إذ يبايعونك تحت الشجرة، فعلم ما في قلوبهم، فأنزل السكينة عليهم، وأثابهم فتحا قريبا) صدف الله العظيم.
وخلص السنتيسي إلى القول أنه لا غرابة أن تُجسد مراسيم هذا الحفل الكبير التي ترأسها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحب السمو الأمير مولاي أحمد، بعد زوال اليوم الاثنين برحاب المشور السعيد بالقصر الملكي بتطوان، تخليدا للذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالة الملك على عرش أسلافه المنعمين ( تُجسد) أواصر المحبة القوية والروابط الوثيقة بين العرش والشعب وتعكس بجلاء تعلق الشعب المغربي الراسخ جلالته رمز الأمة وموحدها وباعث نهضة المغرب الحديث الذي تمكن بفضل حنكته وسداد رؤيته وتجند رعاياه الأوفياء وراءه من تبويء المملكة مكانة متميزة بين الأمم.