السلاح “السايب” يعلم الإرهاب
محمد مشهوري
يكاد المرء يشكك، أحيانا، في مدى نباهة وفطنة بعض كبار ساسة العالم وعدم استخلاصهم الدروس والعبر من تجارب الماضي.
الباعث على هذا التشكيك في ذكاء من يحكمون الكرة الأرضية، هو عملهم على تسليح من هب ودب من أجل تحقيق "الحرية" و"الديمقراطية" للشعوب العربية الواقعة تحت مغناطيس "ربيع" تحول في حقيقة الأمر إلى قحط.
فيما مضى من السنوات، سلحت واشنطن، بدون حسيب أو رقيب، "ثوار" أفغانستان، ولم تضع في الحسبان أن هذا السلاح سيرتد إليها وعليها في الحادي عشر من سبتمبر الأسود وما تلاه من إرهاب مسترسل ل "القاعدة".
وفي الوقت الراهن، أصبحت قطع السلاح، الثقيل منه والخفيف، "على قفا مين يشيل" كما يقول أشقاؤنا في مصر الكنانة، بعد أن عمت الفوضى ليبيا الشقيقة، وأصبحت ترسانة العقيد وغير العقيد تعبر الحدود بعيدا عن أعين الجمرك وحرس الحدود. الأمر نفسه ينطبق على مخيمات تندوف التي أصبحت مصدرا لتهريب السلاح وبيعه لفلول الإرهاب في منطقة الساحل جنوب الصحراء.
لقد أخطأ الغرب حين اعتقد أن السلاح والعنف يؤديان إلى الحرية والديمقراطية والعدالة، وتناسى أن السلاح "السايب" يعلم الإرهاب.