“الريعو درهم” !
محمد مشهوري
على الرغم من تعثر التحاقنا بمجلس التعاون الخليجي، لم يصب المغاربة بأدنى شعور بالخيبة أو "الحكرة"، لسبب وحيد على قدر كبير من الوجاهة يكمن في عدم إحساس المغاربة بأي مركب نقص إزاء ظاهرة "البترودلار"، لأننا عرفنا قبل طفرة النفط في الخليج طفرتنا الخاصة المتمثلة في "الريعو درهم".
بعض أثرياء البترودولار، ولا مجال للتعميم ففيه إجحاف، الذين خبرنا بعضهم وقرأنا عن بعضهم الأخر من خلال "سخائهم" الحاتمي بأموال لم يكدوا من أجلها، لأن الأرض جادت بالنعمة على بعضهم وأصبح لكل ذي حظوة بئر أو أبار تدر عليها الرزق الوفير دون أن تتحرك يداه سوى لتوقيع شيك كثير الأصفار أو نثر كمشة دولارات في مجلس "فرفشة ونشاط"، لا يختلف هؤلاء عن بعض أبناء جلدتنا الذين استلذوا العيش السهل وراكموا الأموال من غير جهد، الفرق يوجد فقط في التسمية: ريعو درهم مقابل بترودولار.
الآن وقد بدأت عملية الكشف عن عينة من هذه الفئة المستحوذة على "الزرق السهل"، يتمنى كل غيور على هذه الأرض المباركة ألا تقف العملية عند حدود الريع الاقتصادي كحائط قصير، لأن الريع أنواع وأشكال تتداخل فيه السياسة بالثقافة والإعلام. ففي دعم بعض المبدعين ريع، وفي تعيين بعض الناس في المجالس الإدارية لبعض الهيئات الاستشارية ريع، وفي دعم بعض المنابر بإسهال الإشهارات من خزينة الدولة ريع..واللائحة طويلة.
إن القضاء على الريع بكل أشكاله يتطلب إعمال مبدأ المساواة ومعيار الكفاءة واستبعاد منطق الترضيات وتعويض قلة قليلة عن مواقف تبنوها في الماضي ولم يفلحوا في تحقيقها، فليس من العدل أن تستباح خزائن الشعب ليغرف منها كل من راجع مواقف ماضوية.