الأخبار

الحد الفاصل بين الحياة العامة والحياة الخاصة

محمد مشهوري:

في الدول العريقة في مجال ممارسة الحريات والديمقراطية، هنالك ثمة قواعد أخلاقية تحكم الإعلام في تعامله مع الشخصيات العامة، وتحمي حياتهم الشخصية التي تعتبر حقا يكاد يكون مقدسا.

ففي بريطانيا مثلا التي ليس لها دستور مكتوب، والتي تعرف انتشار صحافة "people" التي تهتم بحياة الشخصيات العمومية، يتم التنبيه دائما إلى عدم تصوير الأبناء القاصرين لهذه الشخصيات ولا التطرق إلى محيطهم العائلي.
في بلادنا للأسف، أصبحت لدينا منابر متخصصة في "التلصص" على الحياة الشخصية للأفراد، مستقية "مصادرها" من خلال الاستعمال غير السليم وغير الأخلاقي للتكنولوجيات الحديثة، وهو الموضوع الذي تطرق إليه هذا العمود منذ أيام.
مما يؤسف له أيضا وجود لبس، حتى لا نقول فراغ، في الترسانة القانونية، بغرض حماية الحياة الخاصة للناس.
نعم، من الطبيعي أن تستأثر الشخصيات العمومية باهتمام الصحافة، لكن فقط في ما يخص حياتهم السياسية والمهنية، دون التطاول على حياتهم الشخصية وعلى أفراد عائلاتهم الذين هم مواطنون عاديون، من واجبنا جميعا حمايتهم وعدم الزج بهم في سجالات وحسابات هم بعيدون عنها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى