الأخبار

الحاجة إلى “ماكيافيلي عربي” !

محمد مشهوري

"هل لايزال ما خطته أنامل ماكيافيلي قبل خمسة قرون صالحاً في هذا القرن؟" سؤال طرحه كاتب كويتي، ويعاد طرحه بحدة وإلحاح في البلدان العربية التي أطاح "الربيع الديمقراطي" بأعتى أنظمتها الديكتاتورية في ما يشبه رمشة عين.
لم يكن يخطر بالبال، ولو من قبيل الخيال العلمي، أن تكون سنة واحدة كافية لكي ينتفض المواطن العربي، الذي ما عرف عنه سوى الاستكانة والخنوع وتمجيد "القيادة القومية المجيدة والحزب الوحيد صاحب الرسالة الخالدة"، ويغير ساكني القصور والخيمات الرئاسية مدى الحياة بكلمة سر فريدة "إرحل".
لقد قرأ كل الحكام والساسة، من دون شك ، كتاب ماكيافيلي المشهور في ممارسة الحكم، لكن كان الخالدون العرب المطاح بهم أكثر الحكام تطبيقا لنظريات المفكر الإيطالي، و لم يشفع لهم ذلك في ضمان الخلود إلى أن تحل زيارة عزرائيل.
ومع ذلك، ومن باب الحرص على استمرار مفهوم الدولة في أكثر من مجتمع عربي، من الأفيد البحث عن "ماكيافيلي عربي" يلقن العقول كيفية التعامل مع حالة الفوضى التي خلفتها ثورات "الربيع العربي"، حيث لم يعد يعلو صوت فوق صوت الشارع ، رغم اعتماد مستلزمات الديمقراطية من استشارات شعبية وانتخابات.
لاحظوا معي تراجع هيبة الدولة والقانون، حيث أصبحنا أمام مشهد سوريالي: تراخ وتساهل أمام الفوضى والاكتفاء ب"طلب السلة بلا عنب" .. ليظل المستقبل على كف عفريت !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى