“التخميمة” و”ضربة المقص” !
هي حكمة ثمينة ورثناها عن الآباء والأجداد، حمولتها الدعوة إلى التريث والتروي قبل أن تحكم الأهواء سيطرتها على القلوب وتقع الفأس على الرأس.
ما أهون الهدم، وما أصعب البناء. يكفي إيقاد عود ثقاب في "نادر" التبن لكي تتأجج النار ويأكل لهبها المستعر الأخضر واليابس، لكن إقامة هرم "النادر" تتطلب الحصاد ثم "الدراس" وتصفيف "البالات".
ما أسهل استعمال المقص مقابل إعمال العقل وانتهاج التفكير السليم. يكفي أن يركب المرء منا رأسه ويعلن "أنا وبعدي الطوفان"، لكن ثمة رقيب أعلى وضمير صاح يقول: حب الوطن أولى وأبقى.
ثمة فرق بين "التجييش" والتعبئة. تجييش الشارع ( لا علاقة للفظ بالجيش النبيل الذي يحمي الثغور) من أسهل ما يكون لكون أقرب إلى الهدم من البناء، لكن التعبئة بكل ما تحمله الكلمة من إيجابية تعني تجميع الطاقات والأفكار من أجل غاية سامية ونبيلة.
يقول المثل الشائع "نقطة زيت تغير صفاء الماء". الماء هو سياق النقاش المؤسساتي الذي يعرفه المغرب حول قضايا مهمة من قبيل دفتر تحملات الإعلام العمومي، وهو سياق إيجابي يساهم في جريان مائه وزير الاتصال، من موقعه، وتساهم باقي الإطراف من موقعها في تدفق هذا الشلال الديمقراطي، في ظل فضيلة الحوار الحضاري والمتحضر.
لكن ماذا عن هواة "نقطة الزيت"؟ لهم مني نصيحة واحدة: دعوا الشأن الإعلامي لذوي الاختصاص، فالوزير مغربي أولا وقبل كل شيء وقبل "الانتماء"، وصحافي زميل نعرف كفاءته قبل الاستوزار. دعونا نشتغل في يم الشفافية بعيدا عن البرك الآسنة. في نهاية المطاف سنتفاهم من أجل المغرب. ولست في حاجة إلى التذكير بأن للبيت رب يحميه.
محمد مشهوري