“الأعيان” ليس مفهوما قدحيا
من رواسب موضة الخطاب المتياسر الذي أصبح في حكم الماضي الموِؤود، بعد سقوط جدار برلين وفشل التجارب التي حاولت بناء نماذج طوباوية على المفاهيم الطبقية الإقصائية، ما نعاينه من تمسك بعض الناس “ولو طارت معزة” بموقف عدائي ضد الأعيان وتقديم هذه الفئة المجتمعية بصورة قدحية.
أثيرت هذه المسألة مجددا للنقاش، خلال الحلقة الأخيرة من برنامج “حوار” التي استضافت الأخ محند العنصر، أمين عام الحركة الشعبية، الذي أعطى لهذه المسألة قراءة موضوعية ومنصفة تستند إلى الواقع المجتمعي المغربي.
فمن التجنى على فئة من مواطنينا المحسوبين على “الأعيان” أن نلصق بهم كل الصفات الذميمة من متاجرة بالأصوات وبالذمم، لأن واقع غالبيتهم يكذب تلك الأحكام القيمية المسبقة.
ليس الأعيان وحدهم من يملكون سلطة المال، بل هناك سلطات أخرى كالوجاهة داخل القبيلة و حسن التعامل مع ناسها و التحلي بخصال الصدق و الخير ومد يد المساعدة للمحرومين، وهو الأمر الذي يدفع قبائلهم وساكنتهم إلى دعوتهم للترشح للانتخابات، خاصة وأن الكثير منهم لا تنقصه الثقافة و التوجه الحداثي المتنور . فهل من حقنا معاكسة هذه الإرادة بدعوى موقف مسبق من الأعيان.
إن السياسة كضرورة مجتمعية تستدعي عدم الاقتصار على التنظير المجرد أو الإملاء الصوري للترسانات القانونية، لأن السياسة تعني الإنسان أولا، ولا يمكن ل”المكننة” أن تنجح في هذا المجال، وإلا سنصبح كمن يختار ثوبا فضفاضا لامرأة ذات قوام رشيق..أكيد أنها ستنشغل بالتلابيب لتضل عن الهدف.
محمد مشهوري