الأخ محند العنصر يعطي انطلاقة منتدى الكفاءات الحركيةمبادرة لتعزيز حضور كل الطاقات في مسار خدمة الوطن
اعتبر الأخ محند العنصر، أمين عام الحركة الشعبية، الحضور الكمي والنوعي للكفاءات الحركية، تجسيدا لواقع المجتمع المغربي الذي يزخر بالكفاءات التي تزخر بها البلاد، والتي لم يتم حسن توظيفها.
جاء ذلك خلال ترأسه انطلاقة منتدى كفاءات الحزب، أول من أمس بمعهد مولاي رشيد للشباب والرياضة بالمعمورة (سلا)، تحت شعار "الكفاءات الحركية دعامة للإشعاع الحزبي"، وهو الشعار الذي اقترح الأخ العنصر أن يتبلور إلى "دعامة لإشعاع المغرب"، باعتبار أن الحركة الشعبية جعلت نصب أعينها دائما جعل مصلحة الوطن فوق أي اعتبار آخر، وظلت ولاتزال في خدمة الوطن ومؤسساته واضعة "رجليها في المغرب، وليس رجلا في الداخل وأخرى في الخارج".
وأضاف الأخ الأمين العام قائلا إن المغرب يتطور شأنه شأن العالم، مما يستدعي تغيير كيفية الأداء السياسي والحزبي، مضيفا أنه إذا كان هدف النضال في الماضي هو تقوية استقلالية القرار ونيل الدول لاستقلالها، فإن النضال اليوم يجب أن يزاوج ما بين هو ثقافي وعلمي وفكري، داعيا الكفاءات إلى إثبات الذات داخل الأحزاب السياسية، في إطار قيم المساواة، والحرص على تحقيق التكامل بين باقي المكونات التنظيمية للحزب وفريقيه في البرلمان، والعمل على توسيع عمل الكفاءات ليشمل الجهات والأقاليم.
وفي ربط للموضوع بالسياق الراهن، قال الأخ العنصر إن المغرب ليس محكوما عليه بالتأرجح بين العدميين التيئيسيين الذين لا يمتلكون اقتراحات من جهة، وبين الشعبوية الرخيصة التي تزرع بوادر الغضب، قبل أن يضيف بأن صعوبة الوضع، تستدعي التصدي للنزوع نحو الفكر الوحيد، والعمل على الحفاظ على طبيعة المغرب المتسمة بالتعدد السياسي والتنوع اللغوي والثقافي، وهي السمات التي أهلته ليكون استثناء مقارنة مع بلدان الجوار.
وأضاف الأخ العنصر أن الأوضاع الاقتصادية الراهنة صعبة، في المغرب كما في باقي العالم، وهي أوضاع لا تحل بالكلام الفارغ، داعيا إلى مصارحة المواطن بالحقائق والتعاون من أجل تجاوز الصعاب عوض انتهاج الحلول السهلة الترقيعية والتهديد بالخروج إلى الشارع.
وبخصوص الوضع الاجتماعي، قال الأخ الأمين العام بأنه لا يمكن لأي كان تشغيل المغاربة ومحاربة البطالة في ظرف وجيز.
وأوضح الأخ العنصر أن اعتماده خطاب المكاشفة، لا يعني انتقادا للحكومة التي يعتبر الحزب من مكوناتها الأساسية، مع أن عمل الحكومة عمل بشري معرض للانتقاد، مضيفا أن الحركة الشعبية تنأى عن خطاب التغليط، فالممكن ممكن وغير الممكن غير ممكن، مشيرا إلى أن المهام التي تنتظرنا كثيرة من قبيل تفعيل مقتضيات الدستور بشأن التنوع اللغوي وترسيخ ترسيم الأمازيغية والمساواة بين الجنسين وتنمية العالم القروي، هذا الأخير الذي لايزال يستعمل لتبرير عدد من السياسات، معتبرا أن التنمية الحقيقية لم تأخذ بعد ما تستحقه.
وخلص الأخ الأمين العام إلى التأكيد على أن الأوراش الكبرى قد تم فتحها من طرف جلالة الملك، وبالتالي على السياسيين والكفاءات الفكرية والعلمية الانخراط في بلورة هذا المسار والتجند خلف المشروع المجتمعي التنموي.
يذكر أن لقاء إعطاء انطلاقة منتدى الكفاءات الحركية، عرفت مداخلات كل من الأخ عبد العظيم كروج، عضو المكتب السياسي للحزب ووزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، والأخ محمد مبديع، عضو المكتب السياسي ورئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، والأخ عبد الحميد السعداوي، عضو المكتب السياسي ورئيس الفريق الحركي بمجلس المستشارين، والأخ إدريس مرون، عضو المكتب السياسي الذي هيأ لأشغال المنتدى، والأخ النائب محمد الأعرج، إضافة إلى عدد أخر من الأخوات والإخوة الذين تدخلوا في إطار المناقشة العامة.
هذا وقد خلص هذا اللقاء إلى إصدار مجموعة من التوصيات الرامية إلى إغناء هذه المبادرة.