الأخ مبديع يؤكد أن إصلاح الإدارة رهين بإصلاح القضاء وربط المسؤولية بالمحاسبة
الداخلة – نجاة بوعبدلاوي:
قال وزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة الأخ محمد مبديع أمس خلال الملتقى الوطني حول الإدارة في دورته السادسة المنعقد في جهة وادي الذهب لكويرة، أن اللقاء يأتي في إطار الحوار الوطني لإصلاح الإدارة المغربية وان عملية الإصلاح يحتاج لنقاش موسع وحقيقي بين جميع المهتمين والفاعلين بقطاع الوظيفة العمومية، مشيدا بالطفرة العمرانية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي تعرفه مدينة الداخلة على غرار باقي مدن المملكة.
وأكد الأخ مبديع أن إصلاح الإدارة رهين بإصلاح القضاء، مبرزا أن المستثمر الأجنبي عند حلوله بالمغرب يسأل عن واقع العدالة والإدارة المغربية، قبل أن ينخرط بعملية الاستثمار، معتبرا أن جهة وادي الذهب لكويرة لها خصوصياتها في إصلاح الإدارة، من خلال ما تقدمه من خدمات، ووجود عدة متدخلين في المجال، مضيفا أن الهدف من تنظيم الحوار الوطني حول الإدارة هو الإجابة عن أسئلة المواطنين حول الإدارة، لأن الجهاز الإداري بقي متوقفا، في حين المواطن يحتاج لإدارة قريبة منه، لكي تشكل الآلية الوحيدة لتنزيل السياسات العمومية، كما تحتاج لجيل جديد من الخدمات تلبية للوعي المتنامي للمواطن، وذلك لا يأتي إلا بالاعتماد على إدارة حديثة شفافة.
وأبرز الأخ مبديع خلال عرضه حول برنامج عمل الوزارة وآليات تفعيله، أن برنامج تضمن مشاريع ذات أولوية وتندرج في إطار عدة محاور ذات الصلة بتثمين رأس مال البشري، من خلال المراجعة الشاملة للنظام الأساسي العام للوظيفة العمومية، وتطوير التعاقد بالإدارة العمومية، ودعم التدبير التوقعي للموارد البشرية، وإصلاح منظومة المعاشات المدنية كمرحلة أولية وضرورية في أفق إصلاح شامل لأنظمة التقاعد، وتحسين العلاقة بين الإدارة والمرتفقين، عبر تحسين جودة خدمات الاستقبال والتوجيه ومعالجة الشكايات وتبسيط المساطر الإدارية وتطوير الإدارة الالكترونية إلى جانب تعزيز الحكامة الجيدة والتنظيم، ولاسيما اللاتمركز الإداري والجهوية المتقدمة.
وأبرز الأخ مبديع في هذا الصدد أهمية الملتقى والتحديات والإكراهات التي تعرفها الإدارة العمومية، مما يتعين معه البحث عن آليات حديثة من شأنها تعزيز قدرات الإدارة على التكيف مع محيطها وعصرنة طرق تدبيرها وتسييرها وتحديث أساليبها، ومن تم تسريع إنجاز البرامج التحديثية بأفضل الطرق وأنجعها، خاصة في ظل التحولات الكبرى التي يعيشها المغرب.
وخلص وزير الوظيفة العمومية إلى أن هذا الملتقى يقرب الرؤى بين الوزارة والمهتمين والفاعلين والمجتمع المدني في إطار التشاركية التي تنهجها الوزارة والمرتكزة على خلق فضاء للنقاش والحوار وتقاسم التجارب مع مختلف الفاعلين بشأن برنامج عمل الوزارة برسم سنتي 2015-2016، وذلك بالنظر للامتدادات الترابية الواسعة للمشاريع التحديثية للإدارة ولتأثيراتها على التنمية المندمجة والمستدامة لمجموع جهات المملكة، وللتجاوب مع حاجيات المواطنين والمقاولة.
تجدر الإشارة إلى أن ملتقى الإدارة المنعقد أمس الأربعاء بمدينة الداخلة عرف حضور والي جهة وادي الذهب لكويرة، وعامل إقليم أوسرد، ونواب برلمانيين ومسؤولي الإدارات والمصالح الخارجية، ومنتخبين وإداريين من مختلف القطاعات، كما عرف حضور ممثلي النقابات والمجتمع المدني بجهة وادي الذهب لكويرة.