الأخ العنصر: توقيع اتفاقية شراكة بين جمعية جهات المغرب وجهة أوكسيطاني خطوة مهمة لتدشين مرحلة جديدة لمستقبل التعاون اللامركزي
الرباط/ صليحة بجراف
جرى مساء الجمعة بالرباط، توقيع برتوكول للتعاون بين جمعية جهات المغرب وجهة أوكسيطاني – بيريني المتوسطي، الواقعة جغرافيا في الجنوب الفرنسي.
البرتوكول، الذي وقعه الأخ محند العنصر رئيس جمعية جهات المغرب و رئيسة جهة أوكسيطاني كارول ديلغا، ويندرج في إطار تنفيذ اتفاقية الشراكة المبرمة في 28 شتنبر 2017 في باريس بين جمعية جهات فرنسا ونظيرتها المغربية، ويسعى إلى تطوير برنامج تكوين المنتخبين وأطر الجهات بالمغرب، وتسريع مسلسل الجهوية المتقدمة وتعزيز دور الجهة كفاعل رئيسي في التنمية الترابية المستدامة، فضلا عن كونه سيشكل انتقالا نوعيا للشراكة في مختلف المجالات المرتبطة بالتنمية المحلية، تمحور بشكل خاص حول تعزيز التعاون في مجال تكوين الأطر والمنتخبين المحليين.
كما تطرق الجانبان خلال هذا اللقاء، الذي جرى بحضور خالد سفير الوالي المدير العام للجماعات المحلية و رئيس الجهة الشرقية عبد النبي بعيوي ، وفاعلين مؤسساتيين تابعين لجهة أوكسيطاني، إلى المحاور المرتبطة بالتعاون وتفعيله لاسيما في مجال تعزيز قدرات الموارد البشرية.
واعتبر الأخ محند العنصر، في تصريح للصحافة، توقيع بروتوكول تعاون بين جمعية جهات المغرب وجهة أوكسيطاني الفرنسية، خطوة مهمة لتدشين مرحلة جديدة لمستقبل التعاون اللامركزي بين الجهات في مجال التكوين المُستمر، قائلا:«إنه يتوخى تكوين وتأهيل مختلف الأطر التي تشتغل بالإدارة الترابية» .
وأضاف رئيس جمعية جهات المغرب: «أن الاتفاقية ستشكل فرصة لتطوير علاقات التعاون بين الجهات على مستوى أعلى، حيث إنه لأول مرة يتم توقيع اتفاقية شراكة نوعية بين جمعيتين تضمان في عضوية كل واحدة منهما جهات المغرب وفرنسا، مما يُشكل انتقالا نوعيا للشراكة بين الجهات»، مشيرا إلى أن المبادرة من شأنها أن تساهم في تجسيد التنمية المحلية والجهوية ، وتعزز بناء النموذج التنموي المغربي انطلاقا من مقاربة تشاركية ينخرط فيها جميع المتدخلين، لتكون انطلاقة جديدة لنموذج تنموي مغربي ناجح ، يتيح تجسيدا فعليا للجهوية المتقدمة كما أكد على ذلك جلالة الملك في خطابه الأخير أمام البرلمان
الأخ العنصـر، الذي اعتبر أن النموذجين الجهوي المغربي والفرنسي متقاربان أردف قائلا: «المغرب يتوفر على 12 جهة وفرنسا 13 جهة »، مبرزا روابط التعاون النموذجية بين المغرب وهذه الجهات الفرنسية.
من جهتها، أعربت كارول ديلغا رئيسة جهة أوكسيطاني عن الأمل في إرساء شراكة متينة ودائمة تهتم بالتنمية الاقتصادية والثقافية بين الجهات ، مؤكدة استعدادها لدعم ومواكبة نموذج تنموي محلي بالمغرب في مختلف المجالات.
كما أشارت إلى أن الاهتمام الكبير الذي يوليه المسؤولون الجهويون بفرنسا للتجربة المغربية في الجهوية المتقدمة، دليل على رغبة الجانب الفرنسي في تعزيز التعاون مع جهات المغرب، لاسيما وأن البلدين تجمعهما علاقات متينة.
إلى ذلك، وقعت جهة فاس ـ مكناس السبت رسالة نوايا لتعزيز الشراكة بين جهة أوكسيتاني-بيريني (فرنسا) وجهة فاس-مكناس.
الوثيقة، التي وقعتها كارول ديلغا رئيسة هذه الجهة الفرنسية والأخ محند العنصر رئيس جهة فاس-مكناس، تقوم على سلسلة من مبادرات للتعاون، ضمنها تبادل التجارب ونقل المعارف وتطوير المشاريع في المجالات ذات الاهتمام المشترك على غرار الفلاحة، والصناعة الغذائية، والرقمنة وتطبيقاتها في قطاعات السياحة والرياضة، والتراث الثقافي والتاريخي وصيانته وتثمينه، والتربية والتعليم العالي والبحث.
ومن خلال هذه الوثيقة يعبر الطرفان أيضا، عن رغبتهما في تعزيز التعاون الثنائي، من أجل القيام ، بشكل مشترك بمبادرات ومشاريع تعود بالنفع على مختلف الفاعلين بتراب الجهتين، وتوحيد جهودهما لبلورة استراتيجيات جهوية علاوة على إعراب الجهتين عن الأمل في إقامة شراكة وتفعيل جملة من مبادرات التعاون لمد إشعاعهما وتكريس جاذبيتهما، لاسيما في الميادين الاقتصادية المتميزة، وذلك في احترام لاتفاقيات التعاون المبرمة بين المغرب وفرنسا.
كما تسهر الجهتان أيضا على التعزيز المشترك للروابط التي تجمعهما مع باقي الجهات بالمملكة، ومباشرة خطوات جماعية تجاه مناطق القارة الإفريقية، خاصة تلك المتواجدة في الفضاء الفرانكفوني.
يذكر أنه يوجد اتفاق للتعاون قيد الإعداد لتحديد التزامات كل جهة على حدة، وطريقة توظيفه في إطار علاقات التعاون.
تجدر الإشارة إلى أن رئيسة جهة أوكسيطاني/بيريني المتوسط، التي تقوم بزيارة رسمية للمغرب من 18 إلى 23 أكتوبر على رأس وفد هام يضم رؤساء مقاولات بالجهة وجامعيين وفاعلين مؤسساتيين، تسعى إلى نسج شراكات إستراتيجية مع جهات الدار البيضاء- سطات والشرق، وفاس- مكناس، بهدف تنمية علاقات مستدامة مع المغرب.