الأخبار

الأخ السعيد أمسكان الأمين العام المفوض للحركة الشعبية في حوار مع ” الحركة”من العبث الحديث عن الحصيلة الوجيزة ل 100 يوم من عمر الحكومةلو كانت حكومة” ديال الملائكة” لما تمكنت من حل إكراهات دولية وأخرى وطنية

أكد الأخ السعيد أمسكان الأمين العام المفوض للحركة الشعبية، أنه من العبث الحديث عن الحصيلة  الوجيزة ل 100  يوم  من عمر حكومة ابن كيران.

وقال الأمين العام المفوض في حوار مع" الحركة" إنه بالنظر إلى  الإكراهات الدولية والوطنية التي تعترضها، لم تترك لها  هذه الأخيرة مجالا لتحسين القدرة الشرائية للمواطنين على الأقل، موضحا أن القانون المالي يعرف صعوبات في توازنه، لأن صندوق الموازنة تضاعف حيث وصل إلى 52 مليارا في أواخر 2011، كما أن فاتورة استيراد القمح الذي يشكل المادة الأساسية في التغذية ارتفعت ب50 في المائة في 2011 ، قائلأ"الو كانت حكومة" ديال الملائكة"  لما تمكنت من حل هذه معادلة من هذا الشكل في هذه الظرفية الوجيزة.

كما تحدث الأمين العام المفوض للحركة الشعبية، عن التشكيلة الحكومية ومدى تأثيرها على  انسجام الحكومة وغيرها من القضايا ، نتعرف عليها في الحوار التالي.

س ـ ماهي قراءتكم لمكونات الحكومة التي يرأسها عبد الإله ابن كيران؟

جـ ـ الحالة التي يعيشها المغرب في الوقت الراهن ، أفرزتها الإرادة الشعبية الوطنية.

فالإنتخابات التشريعية الأخيرة كشفت أن 55بالمائة من المواطنين قاطعوها، ربما فيهم نسبة كبيرة ليس لها ثقة كبيرة في المؤسسات.

 و45في المائة صوتت فيها مليون ملغاة، عن قصد أو عن غير قصد، الباقي منها، فيه الأغلبية صوت لصالح حزب العدالة والتنمية، وهذا التصويت بمثابة رسالة تكشف عن إرادة التغيير وربما عن عقاب لمن سبق ، وبالتالي هي رسالة  تدعو لمراجعة النفس.

فالعدالة والتنمية، حصل  107 أصوات، والمنهجية التي أقرها الدستور الجديد تنص على تعيين رئيس الحكومة من الحزب الذي حصل على أكبر نسبة من الأصوات، وبالتالي فإن  جلالة الملك عين عبد الإله ابن كيران رئيسا للحكومة.

  والسؤال الذي طرح في ظل هذه المعطيات هو: هل كلنا يجب أن نقاطع رئيس الحكومة المعين ولماذا؟ رغم أن العدالة والتنمية، حزب وطني معترف به ومرخص له، ولم يظهر أنه في يوم من الأيام مس بالمسائل الأساسية للبلاد، وبالتالي كان من المفروض أن نشكل أغلبية حوله.

 فاستنادا إلى تحليلي المتواضع ، لوم لم نشكل أغلبية حول ابن كيران، كنا سنبدو بمظهر غير المساير للإرادة الشعبية.

كان من الضروري إذن تشكيل الأغلبية، على الأقل مراعاة لجانب الحس الوطني، ولاستقرار المغرب واحتراما للإرادة الشعبية التي صوتت لصالح حزب العدالة والتنمية،وعليه شكلنا معه الأغلبية.   

 س ـ هل جمع الحكومة بين مكونات يسارية وإسلامية وليبرالية شيء طبيعي؟

ج لم نكن نبحث عن الطبيعي أو غير الطبيعي، بل كان لا بد من تشكيل أغلبية احتراما للإرادة الشعبية وحفاظا على استقرار المغرب.

وبهذه المناسبة أثمن مباردة الإخوان الذين انفصلوا عن الكتلة لتشكيل الأغلبية، كما أشكر الحزب اليساري الذي انظم للمجموعة لإفراز أغلبية متكاملة.

س ـ ألا يمكن أن يؤثر هذا على عملها؟

ج ـ لم يكن  هنالك ثمة خيار آخر.

س ـ ما مصير هذا الخيار في ظل تزايد الارتباك أو الخلافات، التي تجلت مظاهرها بين وزارتي العدل والداخلية بسب المواقف المتباينة من التدخلات الأمنية، وفي النقاش الحاد بشأن توزيع الاختصاصات داخل وزارة المالية، والذي ترجم في تقديم قانون المالية من طرف وزيرين وهي سابقة في تاريخ الحكومات المتعاقبة، فضلا  عما أحدثه نشر وزير النقل والتجهيز لائحة "لاكريمات" كمبادرة وقفت عند حد معين ولم تستمر؟

ج ـ يجب أن نميز بين السياسة الحكومية، و مزايدات بعض الوزراء التي يجب تفاديها. المهم يجب التفكير في مصير البلاد.

 وبخصوص التدخلات الأمنية فإنها لا تتم حتى تستنفذ كل الحلول الممكنة، لكن في الوقت الذي لا يحترم فيه المنطق والقانون وهذا يسبب بمس أمن المواطنين والنظام العام للدولة ، فمن واجب الإدارة التدخل لوضع حد لحالات الإنفلات الأمني التي قد ينتج عنها العديد من المشاكل.

 فلا يمكن أن نقول لأحد أنك لا تقوم  بواجبك في سبيل المصلحة الوطنية.

 أما القانون المالي، فقد طرح في ظروف جد صعبة، هناك إكراهات دولية وأخرى وطنية.

 القانون المالي يعرف صعوبات في توازنه، لأن صندوق الموازنة تضاعف حيث وصل إلى 52 مليار في أواخر 2011، كما أن فاتورة استيراد القمح الذي يشكل المادة الأساسية في التغذية ارتفعت ب50 في المائة في 2011 ، ولا ننسى تأثير الزيادة في الأجور، ف600 درهم التي تمت زيادتها في أجور الموظفين تكلف الدولة 3 ملايير على مدى ثلاث سنوات، فضلا على أن برميل واحدا من النفط يكلف ثمنه 115 دولار وغيرها من الإكراهات.

 فلو كانت حكومة" ديال الملائكة" ـ أستغفر الله العظيم ـ لما تمكنت من حل معادلة من هذا النوع.

 س ـ (مقاطعة)، لكنك بهذا الشكل تلتمس أعذارا للحكومة؟

ج ـ لست محاميا للدفاع عن الحكومة، لكنها حكومة لا تنقصها إرادة ولا مجهود ، إنما هي أمام عقبات وإكراهات محلية وعالمية، نتمنى أن تتجاوزها.

 وطبعا، لسنا البلد الوحيد الذي يواجه  مثل هذه الإكراهات ، رأينا ما حدث باليونان، وما يقع بالجارة إسبانيا، ولجوء حكومتها إلى إتخاذ إجراءات  تمثلت في تقليص الميزانية الوطنية ب 17 في المائة  وتجميد الأجور والزيادة في الضريبة على الأجور، كل هذه  التدابير اعتبرتها إجراءات ضرورية لاستمرار الدولة.

اعتقد أنه من الصواب والحكمة أن نأخذ هذه العناصر بعين الاعتبار في تحليلاتنا وانتقاداتنا لأنه من العبث والنفاق أن نطلب المستحيل.

 وبخصوص  نشر وزير النقل والتجهيز لائحة "لاكريمات"  ، فأعتقد أن الشعب المغربي اطلع على جزء فقط من اللائحة، وكان من المفروض في إطار الشفافية التي اعتمدها الوزير أن ينشر جميع الامتيازات الموجودة.

 س ـ كيف تقيم حصيلة 100 يوم من عمر حكومة ابن كيران؟

 ج ـ  أعتقد أنه من العبث الحديث عن الحصيلة  الوجيزة ل 100 يوم، سيما في ظل الإكراهات المختلفة  التي تعترض هذه الحكومة. 

سـ ـ (مقاطعة) لكن المغاربة كانوا ينتظرون على الأقل تحسين قدرتهم الشرائية؟

 ج ـ الإكراها ت المفروضة،  لم تترك مجالا لتحسين القدرة الشرائية فالعجز تضاعف وصل إلى 6 في المائة ووتيرة النمو تقلصت، فكيف يمكن تحسين القدرة الشرائية للمواطنين.

 

***********************

نوافذ

مكونات الحكومة التي يرأسها عبد الإله ابن كيران أفرزتها الإرادة الشعبية الوطنية

لست محاميا للدفاع عن الحكومة الحالية، لكنها  لا تنقصها إرادة ولا مجهود، إنما هي أمام عقبات وإكراهات محلية وعالمية

في إطار الشفافية التي اعتمدها وزير النقل والتجهيز عليه أن  ينشر جميع الإمتيازات الموجودة

 أجرت الحوارـ صليحة بجراف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى