أنفكو: عائدة من الموت لتحيا وتغني
ملحوظة: كتب هذه السطور في العام 2008، بعد الزيارة الملكية إلى أنفكو. بعد 4 سنوات، استحضرت أنفكو بعد مبادرة مؤسسة محمد الخامس للتضامن بشأن تونفيت، ونعيد النشر للذكرى لعلعا تنفع المؤمنين.
عاشت هذه الرقعة الشامخة على قمم جبال الأطلس لحظة ميلاد جديدة، أنست ساكنتها عقودا من المعاناة والمقاومة من أجل الحياة.
وقعت شهادة الميلاد الجديدة في أجواء فرح عفوية، غابت عنها مظاهر التلميع التي لا يتقن بعض المسؤولين غيرها، لكن جللت هذه الأجواء مشاعر الصدق والمحبة الخالصة المتبادلة بين ملك و سكان عادت الابتسامة إلى وجوههم بعد أن زرعت الزيارة الملكية التاريخية الأمل إلى نفوسهم.
ولا يسع من شاهد سكان أنفكو واستمع إلى تصريحاتهم النابعة من القلب بلغتهم المتداولة يوميا، سوى أن يعتز بانتمائه إلى بلد احدث ملكه القطيعة مع أسلوب مساحيق التجميل الذي يداري به بعض منعدمي الضمير أحوال المغرب والمغاربة.
زيارة أنفكو، شكلت درسا لبعض المسؤولين الذين استعرضوا الدروس جيدا وتعلموا النطق السليم بأسماء مداشر كانت دائما مغيبة في مخططات وبرامج القطاعات التي يشرفون عليها.
للمغاربة، إذن، أن يطمئنوا، على الرغم من كل الصعاب التي يواجهونها في معيشتهم اليومية، بأن المستقبل واعد بفضل من الله الذي حباهم بملك يعيش يوميا على إيقاع ونبض حياة شعبه.
أنفكو، التي قضى فيها الملك ليلة بدون حراسة مكثفة أو بروتوكول، عادت، حسب قول الشاعر الفلسطيني محمود درويش من الموت لتحيا وتغني، ولم تنم ليلا طويلا من كثرة فرحها، وعلت الأهازيج الأمازيغية المتردد صداها في قمم الجبال:
أوا ما يتوفام؟ ايليد أينوفا (من وجدتم إلى جانبكم؟ وجدنا الملك).
محمد مشهوري