“أسلحة الجهل الشامل” !
محمد مشهوري:
على وزن وشاكلة أسلحة الدمار الشامل، للجهل في مجتمعنا أيضا أسلحته التي تدمر العقول ببطء وتضرب في العمق قيم العقلانية والتنوير.
خلال الجلسة المخصصة للأسئلة الشفوية، أول من أمس بمجلس النواب، سوئل وزير الصحة عن موقف الحكومة من بعض البرامج التي تستضيف فيها القنوات الإذاعية الخاصة أشباه أطباء وعشابين يشخصون الأمراض ويعطون الوصفات عبر الأثير، وهو الأمر الذي يتسبب في كوارث وعلل، خاصة أن تفشي الأمية يكرس "قداسة" كل ما ينشر ويذاع.
هناك سلاح لا يقل دمارا، ويتمثل في استغلال التكنولوجيا لبث القلاقل والتشهير بالأشخاص ( موضوع هذا العمود لعدد أمس)، إلا أن هنالك ثمة ما هو أخطر: تفشي الدجل والشعوذة، حتى في الإدارات وغيرها من المرافق، وهي طقوس يمارسها، للأسف، حتى بعض الذين يفترض فيهم الوعي، بينما لم يخلصهم التعليم من الجهالة، ولكل منهم في هذا الجرم مآرب. فهنالك من يدس التمائم تحت الزرابي لنيل "قبول" المسؤولين، ومن يحمل معه أشياء ذات روائح كريهة لكي "يطج" الغريم ويترك الجمل بما حمل وهلم جرا من تجليات فكر خرافي مغرق في التخلف.
هذه مجرد نماذج نعيشها يوميا ولا نبالي، على الرغم من أنها لاتقل خطورة عن "قرقوبي" الجيران الذي يقف وراء جرائم بشعة لم تكن على البال.