Non classé

عيد الشباب .. التزام ملكي ثابت من أجل الأجيال الشابة

يشكل تثمين طاقات الأجيال الشابة، وتيسير ولوجها للحياة العملية، وتزويدها بالآليات الكفيلة بتمكينها من عيش حياة كريمة ورغدة، أهم أهداف الدينامية الملكية التي تنصب حول هذه القوة المحركة. والأكيد أن مختلف الأوراش والمشاريع الكبرى التي أعطيت انطلاقتها تحت إشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تشكل تجسيدا بليغا للاهتمام الخاص الذي يحظى به الشباب، مصدر التجديد والإبداع، وذلك في أفق بناء صرح المجتمع الحداثي والديمقراطي المنشود. وفي هذا الإطار، يأتي احتفال الشعب المغربي يوم 21 غشت الجاري بعيد الشباب الذي يصادف هذه السنة الذكرى ال54 لميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وهي مناسبة لاستحضار مظاهر العناية الملكية الموصولة بفئة الشباب.

وتتجلى هذه العناية من خلال مختلف المشاريع والبنيات الخاصة بتقوية وتطوير قدرات هذه الفئة، لاسيما تلك التي رأت النور خلال السنة الجارية بعدد من المدن والمراكز على امتداد التراب الوطني، والتي تتوخى تطوير قدرات الشباب وصقل مواهبهم وتمكينهم من تكوينات تأهيلية تتيح ولوجهم السلس لسوق الشغل، إلى جانب مساعدتهم على اكتشاف ذواتهم وتفتق ملكاتهم في شتى مجالات الإبداع الحرفي والفني.

ولعل الحرص المولوي السامي على تأهيل الشباب المغربي والارتقاء بقدراته وتطوير ملكاته، يتضح جليا من خلال مختلف المشاريع المتمثلة، على الخصوص، في المراكز السوسيو-تربوية والسوسيو-ثقافية والسوسيو-مهنية والمراكز السوسيو-رياضية للقرب المندمج، إلى جانب دور الشباب والفضاءات الجمعوية.

وتشكل هذه البنيات فضاءات مواتية لاكتشاف الذات وتطوير المهارات وتعزيز الخبرات، في أفق تكوين شباب مؤهل لولوج سوق الشغل والمساهمة بفعالية في التنمية المحلية، إلى جانب تنشيط الحياة السوسيو-ثقافية ومساعدة الشباب على تفتق ملكاتهم في شتى مجالات الممارسة الرياضية والإبداع الفني.

وتتجلى الرؤية الملكية التي تضع الشباب في قلب المسلسل التنموي، أيضا، من خلال الترسانة التشريعية المؤطرة لهذه المنجم الضخم من الطاقات التي تراهن عليها المملكة، سعيا إلى وضع البلاد في فلك الحداثة والتقدم والازدهار. هكذا، واعتبارا للمكانة المركزية التي يوليها الدستور للشباب، نصت الوثيقة الدستورية على إحداث مجلس استشاري للشباب والعمل الجمعوي تتمثل مهامه الأساسية في دراسة ومتابعة القضايا المتعلقة بمجالات حماية الشباب والنهوض بالحياة الجمعوية، وبلورة اقتراحات تهم كل موضوع ذي صبغة اقتصادية واجتماعية وثقافية يعني الشباب والعمل الجمعوي بكيفية مباشرة، وحث هذه الفئة على المشاركة في الحياة العامة، وذلك في إطار تسوده روح المواطنة المسؤولة.

كما يتجسد الاهتمام الذي يوليه جلالة الملك للشباب المغربي والإفريقي عامة، من خلال النداء الذي وجهه جلالته للقادة الأفارقة خلال القمة ال29 للاتحاد الإفريقي المنعقدة بأديس أبابا، من أجل تبني سياسة إرادية تتجه صوب الشباب بهدف جعلهم قاطرة تتيح نهوض القارة، وبالتالي انتشال هذه الفئة من براثن البطالة وشبح الهجرة غير الشرعية.

وبالموازاة مع ذلك، ما فتئ جلالة الملك يولي اهتماما خاصا للشباب المغربي المقيم بالخارج، وذلك انطلاقا من الدور الجوهري الذي تضطلع به هذه الفئة ببلدان الإقامة ومساهمتها في تنمية بلدها الأم.

والأكيد أن الحرص المولوي على مواصلة إنشاء كل بنية مخصصة لفئة الشباب وتزويدها بجميع الإمكانيات المادية والبشرية الكفيلة بجعلها تضطلع بأدوارها على الوجه الأمثل، يعكس مراهنة المملكة على شبابها في بناء مغرب الغد ورفع مشعل التنمية الشاملة والمستدامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى